في الليلة الظلماء يفتقد البدر.. هذا الشطر المشهور الذي استخدمه أكثر من شاعر في قصائده, ربما يلخص شعور الملايين تجاه خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي في ندوة تثقيفية للقوات المسلحة. سواء كانت مرتبة أو مصادفة فقد جاءت ضرورية في هذا التوقيت بالذات بعد أن زادت ظلماء الوطن بوصول انقسامه مداه, وبلغ الرعب من احتمالات القادم إلي درجة الكثيرين لغلق محالهم وتعليق نشاطهم اعتبارا من نهاية هذا الأسبوع. وقد كان المقدر أن أختم اليوم حديثي عن كتاب الارتباط بين أمريكا والإخوان لكن ما جد أهم وأوجز بعضه في النقاط التالية: 1 لايقل أهمية عن مضمون خطاب الفريق أول السيسي الصوت الهادئ الواثق المتحكم غير المنفعل الذي كان يلقي به الخطاب وتكراره لبعض عباراته قائلا أقول كمان. 2 طوال الأيام الماضية وأنا أعيش تخوفات الملايين خاصة بعد أن بدا أن سيناريو يوم30 يونيو لا أمل لتحقيق مطالبه سوي صدام يدفع الجيش للنزول إما من تلقاء نفسه للإنقاذ أو بناء علي طلب الرئيس ولكن بعد أن يسيل الدم في الشوارع أنهارا. ولهذا أعتبر خطاب السيسي استباقيا وحماية لكل الأرواح التي كان يمكن أن تزهق بقوله: لن نقبل ولن نوافق ولن نسمح( ثلاثة أفعال تأكيدية) بدخول مصر في نفق مظلم من الصراع أو الصدام والاقتتال الداخلي أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة. 3 عن الشرعية كان الخطاب واضحا في قول الفريق السيسي إرادة الشعب هي التي نرعاها, ويخطيء من يعتقد أنه يمكن الوقوف أمام هذه الإرادة. 4 تضمن الخطاب تحذيرا واضحا للذين يحاولون الإساءة للقوات المسلحة, ودعوة الجميع دون أي مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية خلال هذا الأسبوع. والخطاب موجه للجميع حكاما ومعارضين, وهو مطلب لابد من دعمه وجديته ووضوح من السبب في فشله. 5 لايمنع هذا من نصيحة لقواتنا بزيادة الحيطة من مؤامرات يمكن أن تفاجئهم وتفاجئنا ولعلنا نلاحظ أنه فور خطاب الفريق أول السيسي جري التصعيد المفاجئ بين حماس وإسرائيل بانطلاق الصواريخ من غزة علي إسرائيل!. http://[email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر