ليس من عادة القائد العام زيارة الكلية الحربية واللقاء بطلبتها الذين لم يضعوا بعد أقدامهم داخل الجيش ليتحدث إليهم, إلا إذا كان مقصودا أن ينقل عنه تصريحات معينة لم يجد مناسبة أو طريقة لنشرها إلا مثل هذا اللقاء الذي نشرته الصحف للفريق أول عبد الفتاح السيسي والذي وصفته بأنه لقاء أبوي بين القائد العام والطلبة .اللقاء نفسه واضح أنه ليس الهدف, وإنما وسيلة لرسالة إلي المواطنين من الضرورة تفهم معانيها في الوقت العصيب الذي نمر به جميعا. وأركزعلي نقطتين اثنتين تضمنتهما رسالة قائد الجيش: النقطة الأولي ما وصفه ب الإشكالية الخطيرة, التي تواجهها القوات المسلحة, التوفيق بين حق المواطنين في التظاهر, وبين حماية وتأمين المنشآت والأهداف الحيوية العامة والخاصة وهو مالا يمكن سماح الجيش به ويجب التصدي له. وهذا هو حد السيف الذي أصبح الوطن يعيشه في ظروف تغيرت سريعا من شعار سبق أن رفعه الإخوان المسلمون( الجيش مكانه علي الحدود مستنكرين أي دور له داخل الحياة المدنية), إلي دعوة منهم بعد أقل من ستة أشهر لنزول الجيش إلي الشارع في مدن القناة حتي اليوم !. النقطة الثانية التي لابد فهمها من رسالة قائد الجيش أن مايحدث اليوم هو نتيجة صراع مختلف القوي السياسية واختلافها حول إدارة شئون البلاد, وأن استمرار هذا الصراع سيؤدي إلي إنهيار الدولة ويهدد مستقبل الأجيال القادمة وأن إستمرار هذا المشهد دون معالجة( من جميع الأطراف) يؤدي إلي عواقب وخيمة تؤثر في ثبات وإستقرار الوطن. حضرات السادة المسؤلين في الحكم وخارجه.. يامن تدعون حرصكم علي مصالح الوطن وغيرتكم عليها. الرسالة واضحة: 1 لن يستطيع فريق إدارة شئون الوطن وحده والتكويش عليه خاصة بعد أن كشفت إدارة الدولة عجز القيادات الحاكمة وضعف كوادرها 2 ماجري من البلطجية في حق البلد وحق الشرطة يجب ألا يستمر وإلا فسيزحف إلي الجيش وتكون الكارثة 3 من قال إن البلطجي يصبح شهيدا والإرهابي يكون بطلا وإلي متي نستمر في هذا الخداع, فاتقوا الله جميعا في وطنكم [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر