في الوقت الذي تعاني فيه البلاد أزمة خانقة في السولار يقوم عدد من سفن الصيد بمدينة عزبة البرج بدمياط ببيع السولار المدعم المخصص لها في السوق السوداء الي سفن أخري تستقبلها في عرض البحر مما يشكل أحد العوامل الأساسية لهذه الأزمة نظرا لفارق السعر الكبير بين سعره المدعم وما يتم بيعه في السوق السوداء حتي أن السفن التي تلجأ الي تهريب السولار تربح مبالغ أكثر من قيامها بالصيد وبيع الكميات المصادة من الأسماك. يقول نجدي عبدالبر صاحب ورشة تصليح سفن إن تهريب السولار المدعم للسفن الأجنبية في عرض البحر يقوم به عدد قليل من الصيادين, فالنسبة الأكبر منهم ترفض هذا التصرف المشين ولكن سبب اتجاههم الي هذا العمل الإجرامي هو البحث عن المكسب السريع الفاحش لأن مركب الصيد يحصل علي برميل السولار المدعم بمبلغ220 جنيها فقط ويبيعه في عرض البحر بمبلغ يصل الي900 جنيه وكل سفينة صيد تحصل علي حاجتها من السولار حسب قوة الماتور الخاص بها ومتوسط حصول المركب الواحد علي60 برميلا في رحلة سفره التي تستغرق عادة20 يوما, ويوجد في عزبة البرج ثلاث محطات تموين للسفن بالاضافة الي إثنتين بمدينة رأس البر المجاورة لنا وهي مخصصة لتموين السفن فتهريب السولار من قبل ضعاف النفوس أثر علي كمية السولار التي يحصل عليها صياد حر شريف حيث يضطر الأخير للوقوف بمركبه عدة أيام بالمحطة للحصول علي حصته المقررة له. ويشير عبدالبر إلي ضرورة تشديد القبضة الأمنية علي المهربين خاصة أن هؤلاء القلة المسيئة لنا تحصل علي حصتها وتقوم ببيعها في وسط البحر في غفلة من الجميع حيث ينتظرون حتي تنتهي المدة المخصصة للصيد ويعودون مرة أخري دون أن تكون هناك رقابة أو حتي تفتيش علي تلك السفن للسؤال عن كمية الأسماك المصادة مثلما حدث وتم ضبط ثلاثة مراكب صيد من العزبة وتم حجزها بميناء الصيادين بمدينة بورسعيد. ويطالب سمير وفدي صاحب مركب صيد بتشديد الرقابة الخارجية علي الحدود وضرورة وجود لنشات بحرية تحمينا من هذه السفن التي تأتي من الخارج وتستغل سوء تصرف بعض ضعاف النفوس وتغريهم ويشترون منهم السولار المدعم, فعملية التهريب تقل كثيرا عندما تشتد قبضة الأمن علي المهربين فلابد من اتخاذ إجراءات عقابية سريعة سواء علي الصياد أو المركب المهرب أو حتي المراكب الأجنبية التي تشتري السولار مثلما تفعل كثير من دول العالم مع المراكب التي تقوم بعمل مخالفات فوق مياهها الإقليمية حيث تصل العقوبة الي مصادرة المراكب المخالفة.