يتوجه ملايين الإيرانيين اليوم إلي صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد, وسط انحسار المنافسة بين أربعة مرشحين رئيسيين وتوقعات بعدم حصول أي منهم علي نسبة الأغلبية المطلقة وإجراء جولة انتخابية ثانية بعد أسبوع. وقبل بدء الصمت الانتخابي صباح أمس, دعا المرشد الأعلي للثورة الإسلامية علي خامنئي الإيرانيين إلي المشاركة في الانتخابات, مشيرا إلي أن المناظرات التليفزيونية بين المرشحين, كشفت عن زيف المزاعم, التي تتهم إيران بافتقارها لحرية التعبير. وتوقعت مصادر في حملات المرشحين الدعائية التي زارها مندوب الأهرام أن تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة75% من إجمالي50 مليون ناخب يحق لهم التصويت. وأشار المحللون إلي أن صمت خامنئي عن تأييد أحد المرشحين يرجع إلي وجود أكثر من مرشح من المقربين للمرشد الأعلي بالإضافة إلي انتظاره لحسم موقفه خلال الجولة الثانية المتوقعة. ويشارك في السباق الرئاسي ستة مرشحين هم حسن روحاني ومحمد باقر قاليباف ومحسن رضائي وعلي أكبر ولايتي وسعيد جليلي ومحمد غرازي, وذلك بعد انسحاب المرشحين غلام رضا حداد عادل ومحمد رضا عارف. وشهدت الأجواء الانتخابية تحولات حاسمة قد تدفع المرشح الإصلاح الوحيد حسن روحاني- الذي نجح في استقطاب تأييد الرئيسين السابقين محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني- إلي خوض الجولة الثانية من الانتخابات بعد فشل المحافظين في الاتفاق علي مرشح وحيد وتزايد حدة الصراع بين جليلي كبير المفاوضين السابقين في البرنامج النووي والمدعوم من الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد وقاليباف عمدة طهران وصاحب الارتباط الوثيق بالحرس الثوري وعلي أكبر ولاياتي وزير الخارجية السابق المقرب من خامنئي. وكشفت الاستطلاعات التي أجريت عشية الانتخابات عن تقدم قاليباف وروحاني وجليلي وولايتي في المدن الكبري بينما يتقدم قاليباف ورضائي في الريف. ويتوقع عدد من المراقبين أن يخوض جليلي الجولة الثانية من الانتخابات مع أي من المرشحين الثلاثة الرئيسيين وهم روحاني وقاليباف وولايتي. ويشير المراقبون والمتابعون للشأن الإيراني إلي أن سماح مجلس صيانة الدستور لروحاني بالتنافس مع بقية مرشحي التيار المحافظ, يندرج ضمن هدفين أساسيين,الأول: إسباغ نوع من التسخين والتنافس علي العملية الانتخابية برمتها, وذلك من أجل جلب أعلي نسبة من المشاركة إلي صناديق الاقتراع. والثاني: تقديم صورة إيجابية للخارج توحي بمشاركة جميع الأطياف والتيارات السياسية في انتخابات الرئاسة الإيرانية. وزادت فرص روحاني في الانتخابات بعد انسحاب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف من السباق واعلان تأييده لروحاني. وفي التصريحات الأخيرة قبل الصمت الانتخابي, شدد روحاني علي أنه سيولي أولوية قصوي في حال انتخابه رئيسا لإيران لتحسين العلاقات مع دول الجوار علي جميع المستويات. ومن جانبه, أكد جليلي أنه لن يقبل بأي حل وسط مع الغرب حال انتخابه رئيسا لإيران وخاصة فيما يتعلق بالنزاع حول البرنامج النووي المثير للجدل.