تطلقنا بشكل حضاري.. نعيش حياتين متضاربتين.. واتفقنا علي ألا نفترق.. بهذه الكلمات حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزوجته ليودميلا بوتينا التخفيف من حدة الصدمة التي أحدثتها مفاجأة إعلان طلاقهما والذي صنع أعزب روسيا الأول وأثار تكهنات بوجود خلافات بين الزوجين بسبب وجود امرأه أخري في حياة بوتين. فانفصال الثنائي الأول في روسيا كان أمرا متوقعا, لكن الاعتراف بالطلاق بصدق وإعلانه لم يكن في الحسبان, فالسر لم يكن خافيا علي الشعب الروسي لكن لم يتوقع أحد أن يتم الكشف عنه علنا وبصراحة. 30 عاما من الزواج قضتها ليودميلا بنوتينا مع الرئيس بوتين, بعضها بائس والبعض الآخر مريب ومثير للتساؤلات خاصة في السنوات التسع الأخيرة خلف أسوار الكرملين, فأداء ليودميلا كسيدة روسيا الأولي يعتبر غريبا, فهي نادرا ما تظهر في معية الرئيس بوتين كما أنها ليس لها وجود فعال وظاهر علي الساحة السياسية في روسيا ودائما غائبه عن الأنظار, فكان آخر ظهور علني للزوجة ليودميلا في حفل تنصيب بوتين رئيسا لروسيا للمرة الثالثة قبل أكثر من عام, في السابع من مايو2012, حتي عندما أتمت ليودميلا عامها ال55 في21 يناير الماضي لم تحتفل موسكو بعيد ميلاد السيدة الأولي ولم تذكره أصلا بل ومر مرور الكرام. فالانفصال الفعلي في الحياه الزوجية لبوتين وليودميلا كان محققا طوال سنوات الزواج كما أنهما بالكاد ما يري بعضهما البعض. وفي صراحة غير مألوفة في الوسط السياسي الروسي, وبشكل خاص بالنسبة لبوتين الذي يعيش في سرية لدرجة أنه لم يتم تصويره رسميا أبدا مع ابنتيه البالغتين, خرج بوتين وليودميلا في لقاء تلفزيوني بعد ظهورهما معا في حفل باليه رومانسي في الكرملين وأعلنا أنهما يتطلقان بشكل حضاري وأكدا بقاءهما دائما قريبين جدا من بعض إلي الأبد, وكشفت ليودميلا 55 عاما أنها لا تحب السفر جوا ولا الظهور علنا وهما العاملان اللذان جعلا استمرار الزواج مستحيلا. وأحدث إعلان الانفصال ضجة صاخبة في الشارع الروسي الاجتماعي خاصة في ظل سعي الرئيس بوتين المتواصل مع طاقم حكومته لدعم مؤسسة العائلة الروسية وتشجيع الروابط الأسرية عبر حزمة من التشجيعات والتسهيلات المالية والإدارية.بعض المحللين السياسيين رأوا أن انفصال بوتين وليودميلا بهذه الطريقة كان خطوة تحمل الكثير من الجرأة بالنسبة لرجل سياسة عادي, فما القول إن كان هذا السياسي بحجم الرئيس بوتين.ويري البعض أن بوتين أظهر شجاعة بالمعني الإنساني في المقام الأول, ولاشك أن هذا القرار كان صعبا جدا عليه, لأن مجرد الخوض أو التطفل علي حياة بوتين الشخصية كانت أمرا محرما, ورأي المحلل السياسي الروسي ألكسي موخين أن الطلاق تم بشكل حضاري وهذا أمر بالغ الأهمية, مشيرا إلي أن هذا الحدث سيزيد الاهتمام بشخصية بوتين من قبل مجتمع النساء الروسيات وسينعكس إيجابيا علي شعبيته السياسية.واستبعد موخين أن يكون الرئيس بوتين قد اتخذ هذه الخطوة عمدا لزيادة شعبيته كرجل أعزب في الشارع الروسي النسائي, مشيرا في الوقت نفسه إلي أن شعبية بوتين لن تتأثر بسبب الطلاق وقال: ربما يشعر جزء من المجتمع الروسي بخيبة أمل, لكن بالمقابل سيثمن جزء آخر نزاهة وجرأة هذه الخطوة.ويري محللون آخرون أن شخصية بوتين ربما تتغير بعد هذا الطلاق في أعين كثيرين بعد أن أثبت بوتين صحة آراء كثيرين بأنه منذ دخوله أروقة الكرملين عام2000 تزوج حبيبته الأولي روسيا ولم يعد يري أجمل منها, فكان ولايزال يخصص وقته وجهده لإرضائها, وهذا ما أكدته طليقته ليودميلا بوتينا بشكل غير مباشر, ومنذ إعلان الطلاق انطلقت التكهنات والتساؤلات حول إن كان بوتين يعتزم الزواج مرة أخري, ويبقي السؤال الملح, من ستكون سيدة الكرملين القادمة؟.