في استعراض للقوة ضد المظاهرات المتواصلة المناهضة لحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, لوح فيه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بحشد جماهيره في مظاهرات مضادة يومي السبت والأحد المقبلين في الوقت الذي طالب فيه أردوغان مؤيديه بتلقين المتظاهرين المعارضين درسا خلال الانتخابات المحلية التي ستجري خلال مارس المقبل. وفي خطوة تهدد بتحويل الشارع التركي إلي ساحة انقسام, قررت اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية تنظيم تجمعين في أنقرةواسطنبول خلال الخامس عشر والسادس عشر من يونيو الجاري وتتبعها تجمعات أخري مشابهه في المدن الكبيرة. ويسعي الحزب- عبر هذه التظاهرات- قدرته علي الحشد لمواجهة احتجاجات أسطنبول, فيما اعتبر محللون التحرك استعراضا للقوة من جانب الحزب الحاكم, بعد رفض الحزب إجراء انتخابات مبكرة. وذكرت صحيفة حريت التركية أن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الحاكم أمس الأول- المكونة من72 عضوا برئاسة أردوغان- ركز علي بحث أزمة ميدان تقسيم باسطنبول والبحث عن سبل للتوصل لحلها دون تقديم أي تنازلات للمتظاهرين. وأكد قيادي بالحزب الحاكم أن تنظيم هذه التجمعات في أنقرةواسطنبول والمدن الكبري الأخري ليس استعراضا للقوة, ولكن الصورة الحالية في تركيا تبعث برسالة أننا استسلمنا ولكن في المقابل لا يمكن للأقلية أن تحكم الأغلبية في البلاد. وجاء هذا التهديد مع تزايد أعداد المتظاهرين والمتعصمين في ميدان تقسيم, حيث منح انضمام الأولتراس مشجعي فرق كرة القدم الثلاثة الرئيسية باسطنبول( فنربخشة وجالاطا سراي وبيشكتاش) زخما للاحتجاجات التي دخلت يومها العاشر أمس. وتوقع منظمو الاحتجاجات أن يصل عدد المحتجين المتجمعين إلي نحو مليون شخص في مليونية تأكيد المطالب التي تتضمن التخلي عن تنفيذ مشروع حديقة جيزيه وسط ميدان تقسيم الخاص بهدم الحديقة وأشجارها ال600 لاعادة بناء ثكنة عسكرية فيها. بالإضافة إلي إقالة كل من محافظ ومديري أمن إسطنبولوأنقرة وهاطاي علي إثر توجيههم تعليمات باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين, والسماح للمحتجين بتنظيم تظاهرات بكافة الميادين بالمدن الكبري منها تقسيم في اسطنبول وكيزيلاي بأنقرة كحق ديمقراطي أصيل للتعبير عن مطالبهم المشروعة. ووجه ممثلو مجموعة التضامن مع تقسيم نداء الي أردوغان بضرورة تلبية طلباتهم التي قدمت باجتماع سابق مع نائب رئيس الوزراء بولنت آرينج في الخامس من الشهر الجاري بهدف التوصل لحل لأزمة تقسيم. وأكد النداء أنه في حال عدم تحقيق الحكومة التركية مطالبهم ستستمر التجمعات في ميدان تقسيم لتذكير الحكومة بمسئولياتها. واندلعت اشتباكات ليلة أمس الأول بين متظاهرين وقوات الشرطة بعد أن قام المحتجون بتنظيم مسيرة من حديقة كوجولو إلي ميدان كيزيلاي, حيث استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه واستمرت المطاردة وسط الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية لميدان كيزيلاي.