ندوات ومحاضرات, جلسات وحوارات, حكايات ومسابقات, أنشطة وألعاب, أغان وأفلام, ورش ومعارض, علوم وفنون, ثقافة وإبداع.. تلك كانت أبرز تفاصيل ومفردات الاحتفالية الثقافية التي نظمتها ودعت إليها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو من خلال معهد المخطوطات العربية بالقاهرة بالتنسيق مع مكتبة الإسكندرية, وانطلقت فعالياتها أخيرا في بيت السناري بالسيدة زينب, الاحتفالية التي شهدت حضورا مميزا من سفراء ودبلوماسيين ومسئولين مهتمين بالشأن الثقافي, افتتحها د. عبدالله محارب, المدير العام ل الألكسو, حيث أكد في كلمته أهمية التراث, مشيرا إلي أنه ليس شأن النخبة وقاعات التدريس والمراكز التراثية المتخصصة فحسب, بل هو شأن الإنسان العربي: الطفل والشاب والصغير والكبير والرجل والمرأة. وأوضح أن تراثنا الفكري يتجلي في المخطوط العربي, هذا الكائن التاريخي الأسطوري الذي استعصي علي الموت فقهر الزمن ووصل بجسده وروحه إلينا, مختزنا حمولة معرفية وثقافية وعلمية وفنية وحضارية متميزة, هذه الحمولة هي التي صنعت الحضارة العربية الإسلامية. وأضاف د. محارب قائلا: إن الاستيعاب والتمثل, ثم الوصل, ليست إلا خيوطا في نسيج عطاء هذه الحضارة غير المسبوقة التي أبدعت رؤي جديدة وفكرا جديدا, فقدمت شيئا جديدا كليا, سواء علي مستوي المنهج أو علي مستوي الحضور النظري والتطبيق العلمي والخلقي في مسيرة العلم والعمران الإنساني. وأوضح مدير عام الالكسو أن المقاربة تحتاج إلي مغامرة غير تقليدية, تتحرك بوصلتها في الاتجاه المعاكس.. لذا يستحق المخطوط العربي أن نحتفل به ونستدعيه لنستدعي معه الهوية والخصوصية والقدرة علي مواجهة المستقبل, ويجب تكريم رجاله والتعرف علي حمولته الثقيلة من الانجازات العلمية. د. عبدالله محارب أعلن عن تخصيص الألكسو يوما سنويا ل المخطوط العربي, وهو يوم الرابع من إبريل من كل عام, المصادف اليوم الذي أنشئ فيه معهد المخطوطات العربية الذي هو واحد من أهم وأقدم المراكز التي تتبع الألكسو كما دعا الجامعات العربية إلي جعل المخطوط العربي من أبرز الموضوعات والبرامج التي تدرس, خاصة في الدرجات العلمية, سواء في الماجستير أو الدكتوراه. منظمة الألكسو لم تغفل تكريم شيخ مفهرس المخطوطات الراحل عصام محمد الشنطي ومنحته شخصية العالم التراثية, وأشار د. محارب في تكريمه إلي أن الرجل استطاع في صمت أن يصبح رائد مدرسة ومؤسسا لمنهج يحتذي به الآخرون في مجال هندسة المخطوطات, وقد كان مديرا لمعهد المخطوطات الأسبق, كما تم تكريم مالكي المخطوطات الأصلية ال عواجه وال بودي. الاحتفالية التي أشرف عليها كل من د. فيصل الحفيان, مدير معهد المخطوطات العربية بالنيابة, ود. خالد عزب مدير قطاع المشروعات المتخصصة بمكتبة الإسكندرية وشهدت جهات مشاركة لعل أبرزها المجلس الأعلي للشئون الإسلامية والمرصد الفلكي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة, وجمعية المكنز الإسلامي بالقاهرة, ومتحف الفن الإسلامي بماليزيا.