أكثر من13 عاما مضت لم يفقد خلالها الدكتور هاني محمود النقراشي- استاذ الهندسة بجامعة دارمشتاد الالمانية سابقا واستشاري الطاقة الشمسية بهامبورج حاليا- حلمه في أن تصبح بلده أكبر سوق للطاقة في العالم بها محطات شمسية حرارية. تعمل بواسطة تركيز حرارة الشمس بالمرايا, مزودة بتخزين حراري يسمح لها بالعمل24 ساعة علي مدار365 يوما في السنة, معتبرا أن تركيز حرارة الشمس بالمرايا هو أفضل وسائل إنتاج الكهرباء من الطاقات الطبيعية, مؤكدا سهولة التطبيق في مصر بسبب شدة الإشعاع الشمسي المباشر وقرب أماكن إنتاج الكهرباء من التجمعات السكنية. حين رأي النقراشي التجربة في ألمانيا وبلجيكا, حمل مشروعه والتقي وزير الكهرباء الأسبق المهندس ماهر أباظة الذي آمن بها, واقترح عليه لقاء رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة, الذي اقتنع أيضا بالمشروع وعرضه علي وزير الكهرباء وقتها الدكتور حسن يونس, غير أنه لم يلق ترحيبا أو استجابة. وبعد الثورة عاد ليعرض مشروعه مرة أخري علي الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي, فتحمست, لكن الوقت لم يسعفها, إلا أن الوزارة الحالية برئاسة قنديل كان لها رأي آخر, فوزيرا الكهرباء والإسكان د. أحمد إمام, ود. طارق وفيق أعجبا بالمشروع ورحبا به أيما ترحيب, واقترح وزير الإسكان أن يتم تنفيذ هذا المشروع في المدن الجديدة, بينما اقترح الدكتور هاني علي وزير الكهرباء أن يشكل لجنة عليا من الخبراء المصريين, والاعتماد علي مشاركة رأس المال المحلي سواء شركات او بنوك بدلا من التمويل الاجنبي. يري النقراشي ان المشروع لابد أن يكون مشروعنا القومي في هذه المرحلة, محذرا من أننا إن لم نفعل فسوف تواجهنا مشكلات عديدة في الفترة القادمة, وان فعلنا ستحل مشكلات استيراد النفط والغاز لانتاج الكهرباء, وإذا أنشأنا محطة علي مساحة بحيرة ناصر فنحن إذن نملك طاقة تعادل طاقة الشرق الأوسط بأكملها. المحطات الشمسية الحرارية ذات التخزين الحراري تغنينا عن المحطات النووية التي تتجة اوروبا الي استبدالها بمحطات توليد كهرباء نظيفة, فهي تتميز بنفس الأداء ولكنها أسرع في بنائها ولا ينتج عنها نفايات خطيرة, كما أنها اقل سعرا من المحطات النووية, إضافة إلي انخفاض سعرها كثيرا عند إنتاجها محليا.