فعل وقول أعجباني هذا الأسبوع, وقد صدرا عن زعيمين عربيين لهما كل الاحترام, أولهما في المشرق العربي وهو للشيخ القاسمي حاكم إمارة الشارقة, وهي لمن لايعرف عاصمة الثقافة الملتزمة في دولة الإمارات... والآخر من تونس في الغرب, وجاء علي لسان المنصف المرزوقي, أول رئيس جمهورية لتونس الثورة. وعذرا لأنني سوف أتوقف أكثر مع قرارالشيخ سلطان القاسمي, الذي أعلن التبرع ببناء المجمع العلمي الذي أحرقته أيد مصرية غبية, كما أهدي إلي هذا الصرح التاريخي, مايملكه من مجموعة أسفار ومخطوطات يقتنيها, لكي يعيد للمبني بعد بنائه, جزءا من قيمته التاريخية, فشكرا له علي أريحيته وقبلها علي كريم أصله فقد غلف قراره وبرره برد الجميل لمصر التي علمت ونورت وأضاءت, لأن غيره من ناكري الجميل كثيرون, بل هم الأغلبية! وأرجو أن أتوكأ علي هذا الموقف النبيل, لكي أتساءل... أين الأخوه والأشقاء العرب من الشقيقة الكبري وهي تعيش أزمة اقتصادية خانقة؟! ألم يجدوا مصر والمصريين إلي جوارهم دائما في أي محنة, يجودون بالروح والدم, لا بالدرهم والدينار؟! أشعر بأسي شديد لدرجة أنني أعتذرت عن عدم تلبية أكثر من دعوة لحضور الدورة العربية بالدوحة, فقد خشيت ألا استطيع التحكم فيما يصدر عني من تعليقات في مواجهة القيادات الرياضية وغير الرياضية الخليجية بالذات! أشعر بخيبة أمل لأن مصر هانت عليهم, وتناسوا قدرها ولم يذكره إلا هذا الشيخ الجليل, الذي نشكره, حتي وإن قررت القوات المسلحة المصرية كما علمت أن تتكفل بإعادة بناء المجمع, فإن شعوره هذا لدينا لايقدر بثمن, وفي الأزمات تظهر معادن الرجال! وأقول للأشقاء: كما أن في الجسد مضغة, إذا صلحت صلحت الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب, فإن في الأمة العربية دولة إذا صلحت الأمة وإذا فسدت فسدت الأمة كلها, ألا وهي مصر. وأختم بالقول الذي شدني, وقد جاء علي لسان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي, الذي دعا التونسيين لإيقاف الاعتصامات, لأنها علي حد قوله: من شأنها أن ترعب رأس المال الأجنبي والتونسي معا, ومضي قائلا: لهذا نقول للتونسيين لا تنتحروا! أيها المصريون... لا تنتحروا! [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم