ما شعورك عندما يموت لك طفل في إحدى الحضانات، أو تتدهور حالة أحد أقاربك المريض في العناية المركزة بأحد المستشفيات، أو تتوقف خطوط انتاج مصنعك، فتفسد الأطعمة والأدوية، لمجرد أن من يتولى تصريف أمورك، حكومة عاجزة عن توفير الكهرباء للمواطنين، وتتعامل بمنطق "لا أرى لا أسمع لا أتكلم". المؤكد أنك ستشعر بالألم الشديد، وربما يدفعك ذلك إلى أن تتفوه بألفاظ خارجة، أو تعود مرغما إلى عصر اللمبة الجاز والشمع، أو تقرر الهجرة إلى بلاد تقدر آدمية المواطنين الذين يعانون في بلد السد العالي صيفا ملتهبا، ظهرت كرامته، بعد انقطاع التيار الكهربائي ثلاث مرات شبه يوميا، في مناطق ومدن وقرى ونجوع المحافظات المختلفة، بحجة تخفيف الأحمال، وعدم قدرة المولدات الكهربائية على تحمل الطاقة الزائدة. واختلفت ردود الأفعال تجاه هذا التصرف "الذكي" من قبل المسئولين في وزارة الكهرباء والطاقة، صديقي إسماعيل رحب بالدعوة التي نشرها موقع الفيس بوك للقيام بوقفة احتجاجية بالشموع اعتراضا على قطع الكهرباء في عدد من المحافظات، بينما رأي صديقي هشام تمام، أن مقاضاة وزير الكهرباء ورئيس مجلس الوزراء هي الوسيلة المجدية لتعويض المواطنين عن الخسائر التي لحقت بهم. كما قام حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بتوزيع مطبوعات حملة "مش دافعين" لتوعية المواطنين والمواطنات بمشكلة انقطاع الكهرباء، ودعوتهم بعدم دفع فاتورة الكهرباء طالما لم نحصل على الخدمة. وهناك كارثة أخرى في طريقها إلى الشبكة القومية للكهرباء، التي بدأت في الانهيار، نتيجة وصول درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية، وتشغيل المستهلكين أكثر من 8 ملايين جهاز تكييف، والعجز التام عن تدبير الامدادات اللازمة من الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء بالقدرات التي تستطيع مواجهة تزايد الاستهلاك خلال الصيف. وفي هذا الإطار، تبرز العديد من التساؤلات، منها لماذا لم تنجح وزارة الكهرباء في الحد من الانقطاعات؟ .. ولماذا لم تستطع حتى الآن توفير مصادر كهربائية آمنة من الانقطاعات؟ .. وهل تعلم الحكومة أن خسائر قطع التيار الكهربائي وصلت إلى ملايين الجنيهات؟ .. هل نسي أم تناسى القائمين على الكهرباء أن هناك طلاب بمراحل مختلفة يؤدون امتحانات نهاية العام، وأن هناك حضانات للأطفال ومرضي بالمستشفيات؟ .. وما الذي ستقوم به الدولة بعد نفاذ المخزون الاستراتيجي من الوقود البديل خاصة السولار والمازوت في محطات توليد الكهرباء؟.. لماذا لم نسمع تصريحا واحدا لجماعة الإخوان المسلمين يستنكر ممارسات الحكومة في فشلها في إدارة ملف الكهرباء؟. يجب على المسئولين التفكير والتفتيش عن موارد جديدة، يمكن أن تحل بديلا عن موارد تشغيل المحطات الحالية، التي تتناقص يوما بعد يوم، ولابد من استخدام مصادر جديدة لإنتاج الكهرباء، مثل الطاقة الشمسية، والنووية، والرياح، والوقود البديل المستخرج من الزيوت والنباتات والقمامة. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر