في تحول غير مسبوق في موقف بيونج يانج, أوفد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون أمس القائد العسكري البارز شوي ريونج هاي إلي الصين كمبعوث خاص له علي رأس وفد يضم عددا من كبار رجال الجيش ومسئولين في الحزب الحاكم لإجراء محادثات مع مسئولين صينيين، وذلك وسط توقعات بتقديم بيونج يانج ضمانات بعدم قيامها بتجربة نووية جديدة مقابل لقاء بين الرئيس الصيني والزعيم الكوري الشمالي. وتعد زيارة شوي, القائد العسكري البارز والمعروف بعلاقته الوثيقة بأسرة كيم, الأولي من نوعها التي يقوم بها مسئول كبير من كوريا الشمالية منذ تولي جونج اون مقاليد السلطة بعد وفاة والده كيم جونج ايل في ديسمبر.2011 وتأتي هذه الزيارة قبل نحو أسبوعين من القمة المقررة بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الصيني شي جين بينج في واشنطن. وتوقع المحللون أن تحمل زيارة المبعوث الكوري الشمالي للصين رسالة الي الرئيس الأمريكي باراك اوباما بشأن السلام في شبه الجزيرة الكورية والأزمة النووية وربما ضمانات بعدم قيام بيونج يانج بتجربة نووية جديدة في الوقت الراهن في مقابل لقاء بين الزعيم الشمالي والرئيس الصيني. من جهته, قال شو هان بوم الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني إن كيم جونج اون بحاجة للدعم, وزيارة الصين قد تساعده علي ترسيخ شرعيته بصفته زعيما, يأتي ذلك في الوقت الذي أيدت فيه بكين العقوبات الدولية ضد بيونج يانج عقب اجرائها تجربتها النووية الثالثة في فبراير الماضي. وفي الوقت نفسه, كشفت وكالة الانباء الكورية الشمالية كيه سي ان أيه عن تعيين الجنرال كيم كيوك سيك الذي يعتبر من الصقور في منصب رئيس أركان القوات المسلحة في خطوة يصفها الخبراء بأنها محاولة من الزعيم الجديد جونج اون احكام قبضته علي القوات المسلحة.وكيم كيوك سيك هو من أصدر الأوامر بقصف كوريا الجنوبية في نوفمبر2010 والتي أسفرت عن مقتل4 أشخاص. ويقول خبراء ان عودة كيم تشير إلي أن بيونج يانج تبعث برسالة لكوريا الجنوبية بأن سياستها المتشددة تجاهها لم تتغير. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه بارك كون هيه رئيسة كوريا الجنوبية أمس أن سول وواشنطن لن تقدما أي دعم أو تعويض بسبب الأزمة التي افتعلتها كوريا الشمالية. ونقلت وكالة انباء يونهاب الكورية الجنوبية عن بارك قولها إنها هي والرئيس الأمريكي باراك أوباما لكوريا الشمالية أننا سنرد علي استفزازاتها بكل صرامة, غير أننا سنترك باب الحوار مفتوحا.