في الفيلم الفكاهي القديم ابن حميدو يقول الممثل عبد الفتاح القصري المعلم حنفي: كلمتي ما تنزلش الأرض, تستنكر زوجته كلامه وتصوب متوعدة نظرتها إليه قائلة: حنفي ؟! فيتراجع منكسرا: معلهش. تنزل المرة دي! المشهد السينمائي الضاحك يكشف عن أن المرأة لها سلطان كبير في الأسرة وعلي الزوج والأولاد, وإذا كانت عاملة فلها كلمة لا ترد, لأنها غالبا تسهم بدخلها في التزامات الأسرة, حتي لو بدا الرجل أمام الناس أنه صاحب القول الفصل في مصير أسرته. لا أقصد بالطبع نفي صفة القوامة عن الرجال, فقط أريد الإشارة إلي أن الصورة الشائعة للرجل سي السيد ليست صحيحة تماما, وأن طبيعة الحياة وتطور المجتمع وارتفاع مستوي التعليم قد جعل المشاركة بين أفراد الأسرة ضرورة اجتماعية, وأن المبالغات التي تختزل قضايا الأسرة تحت عنوان العنف ضد المرأة لم تعد مقبولة, إزاء ظواهر غريبة لا عهد لمجتمعاتنا بها, منها عنف المرأة ضد الرجل, سواء كان عنفا ماديا أو معنويا, لدرجة تشكيل جمعيات للدفاع عن حقوق الرجل, وقد ساعد علي وجود هذه الظاهرة صدور بعض القوانين الظالمة التي نشأت توهما لحرب افتراضية بين الرجال والنساء مثل, قانون الشقة من حق الزوجة وقانون الخلع وقانون الرؤية, وغير ذلك من تشريعات جعلت الرجل في موقف المظلوم أو الضحية الذي تفتك به المرأة! من المؤكد أن هناك سوء فهم لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة, نتج عن تصورات غريبة علي مفاهيم الإسلام, وموروثات صنعتها عادات وتقاليد غير إسلامية, وقد روج لسوء الفهم فريق من السيدات اللاتي تعرضن لعدم التوفيق في حياتهن الزوجية أو الاجتماعية فألقين باللوم علي الإسلام. ولو أن مشعلات الحرب ضد الإسلام احتكمن إليه, وفهمن تعاليمه وقيمه, وعرفن مكانة المرأة في الإسلام: أما وبنتا وأختا وزوجة وجدة وعمة وخالة, لاختلفت نظراتهن, ولرفضن تحريض الأممالمتحدة علي تقديم الرجال إلي محكمة جرائم الحرب الدولية بسبب الخلافات الزوجية! [email protected] لمزيد من مقالات د.حلمى محمد القاعود