إصابة الطفل بمرض السكر لاتعني حرمانه من طفولته والحد من حركته لأن الرياضة مهمة للتقليل من مضاعفات هذا المرض الذي أصبح ينتشر بشكل ملحوظ في الدول النامية التي يتزايد معدل الإصابة بمرض السكر بها بأعداد مخيفة، وإذا كان تأثير هذا المرض علي نفسية وصحة المريض كبيرا فإن تأثيره يكون أكبر علي الأطفال في ظل بعض المعتقدات الشائعة والتي تحظر علي الأطفال مرضي السكر تناول الحلوي أو ممارسة الرياضة والألعاب مثل غيرهم من الأطفال وتقييد طفولتهم بمحظورات تفسد عليهم حياتهم. من أجل التعرف علي حقيقة هذه المعتقدات والجديد في علم مرض السكر نظمت الجمعية المصرية والجمعية الدولية لسكر الأطفال مؤخرا بالقاهرة مؤتمرا لتقديم المعلومات العلمية التي تساعد علي تحقيق حياة طبيعية وآمنة وسعيدة للأطفال مرضي السكر تسمح لهم بمواصلة حياتهم بشكل مرض لأنفسهم ومفيد لمجتمعهم. د.مني سالم أستاذة طب الأطفال بجامعة عين شمس ورئيسة المؤتمر تحدثت موضحة أن مرض السكر من النوع الأول هو أحد أمرض الغدد الصماء الأكثر شيوعا في مرحلة الطفولة وأن السنوات الأخيرة شهدت تزايدا في عدد الأطفال المصابين بهذا النوع بسرعة مخيفة خاصة بين الأطفال الأصغر سنا. وأشارت إلي دراسة أجرتها مؤخرا وزارة الصحة بالتعاون مع وحدة سكر الأطفال بجامعة عين شمس في4 محافظات هي السويس والفيوم والمنوفية وشمال سيناء أظهرت نتائجها أن معدل حدوث مرض السكر من النوع الأول بين الأطفال يبلغ35 لكل100 ألف نسمة, وأكدت أن علاج هذا النوع من المرض يتركز في الانسولين المتوافر مجانا في التأمين الصحي لأنه يخفف من حدة المرض, ولكن المشكلة الحقيقية هي أن الشرائط الخاصة بالتحاليل كثيرا ما تكون ناقصة, كذلك هناك نقص في أجهزة التحاليل ونقص في أنواع التغذية العلاجية بالإضافة إلي عدم تشجيع الأطفال المرضي علي ممارسة الرياضة بالرغم من أهميتها في تقليل نسبة مضاعفات المرض. وطالبت بمعاملة الطفل المريض بالسكر بشكل طبيعي وتعليمه كيفية التعايش مع المرض وأخذ الشعارات التي يرفعها العاملون في هذا المجال بعين الاعتبار مثل السكر صاحبه يصاحبك.. إهمله يؤذيك أو اتحكم في السكر قبل ما يتحكم فيك. كما اقترحت د. مني ممدوح أستاذ مساعد طب الأطفال بجامعة القاهرة ضرورة توعية الأسر والمجتمع بالمرض وأعراضه المتمثلة في الإجهاد وفقدان الوزن والتبول المتكرر والإحساس بالعطش الشديد, وشددت علي أهمية التشخيص المبكر من خلال التحاليل, فإذا ثبت ارتفاع نسبة السكر في الدم يجب البدء فورا في تناول نوع الأنسولين المناسب للمرحلة العمرية, ودعت إلي توفير الأدوات المستخدمة لإعطاء الأنسولين وشرائط تحليل السكر بالدم وتوفير مراكز تثقيف بطبيعة مرض السكر وكيفية التعامل معه, والتوعية بأسلوب تناول الطعام الصحي لكل أفراد الأسرة بعد أن ثبت أن قائمة الأغذية المخصصة لمرضي السكر هي الأفضل لمن أراد أن يتمتع بحياة صحية سليمة.