صوتك الجميل.. نعمة من الله تفتح لك الأبواب إن كنت من الفنانين أو المبدعين أو حتي من يجيدون الكلام الجذاب والمؤثر علي الآخرين فتسحر القلوب عبر الآذان, ومنه عرفنا كبار الفنانين والمبدعين الذين تألقوا في عالم الفن والإبداع. فالصوت ناتج عن الحنجرة والشفاة واللسان مجتمعة ومتكاملة فالحنجرة البشرية تشبه صندوقا صغيرا لايزيد حجمه علي بيضة صغيرة جدا, وأسفلها في التجويف ثقب يطلق عليه المزمار ينساب خلاله الهواء المنطلق من الصدر ليندفع وسط غشاءين مرنين فيما يطلق عليه الأحبال الصوتية فيتحركان وينفرجان بعدا وقربا فيما يشبه الآلات الموسيقية ذات الريشتين, ويتصادمان في أثناء الصوت بالأحبال الصوتية الزائفة فتحدث رنينا مثل الآلة الوترية, فتكون الحنجرة آلة وترية وأخري نافخة. الدكتور محمد بركة أستاذ الصوتيات بجامعة عين شمس أكد أيضا أن عضلات الرقبة تتحكم في طول الغشاءين وحركتهما من انثناء واستقامة والتواء, فيحدث الشد حسب الكتلة والطول لتكون أوتارا متناغمة, فتحدث درجة الصوت حسب التردد والشد, وطول الوتر وسمكه, فيتميز صوت صاحبه الذي تدركه بالأذن ونحدد شخصه, وتلعب الحبال الأخري( الزائفة) دورا إيقاعيا من حيث اللفظ والمعني في الغناء والحنين والأنين, أو الفرحة والانتشاء والبحة المستعذبة والنحنحة والتأوهات والتنهدات, فيظهر إبداع إضافي للصوت, فالحنجرة هي آله طبيعية بلغت من الكمال والجمال والاحتواء أفضل من أي آلة موسيقية, وأن أحسن وظائفها يتمثل في إظهار مخارج الحروف والكلمات والمتحرك والساكن, وتصوير الحروف الممدودة التي تظهر في أثناء الغناء بوضوح. وأضاف: أن الآلات الموسيقية لهما قيمتها في التعاون مع صوت الإنسان, فهي تحدث جوا مملوءا بالانفعالات الشديدة والأنين والرنين والأصوات الحادة, ومع الموسيقي يزداد مجال الصوت الصادر عن الأنف والأذن والحنجرة مع اللسان والشفتين والقصبة الهوائية والرئتين, وتتلازم النغمة مع تصفيق اليد وإيقاعات الفرقة الموسيقية. كما أن هناك حاسة السمع التي تميز هذه الأصوات, وينتشي بها الإنسان, فهناك الأذن الخارجية والداخلية والوسطي, فالأذن الخارجية ذات الصوان تنقل الأصوات عن طريق طبلتها إلي الأذن الوسطي التي تتولي تكبيرها ثم تمريرها في الدهاليز لتصل إلي الأذن الداخلية, وتطرق باب القاعدة, وهو غشاء مرن يبلغ طوله30 ملليمترا, عليه ألياف وبرية مستعرضة علي هيئة أوتار تبلغ5,32 وتر وهذا الغشاء هو الذي يحلل النغمة ويهتز في ذبذبات ثم ينقلها لمركز الإحساس السمعي بالمخ. أما بالنسبة للفم ودوره في إصدار الصوت وهو تجويف وحلق ولسان وشفتان, وفيه يتكيف الصوت في الكلام العادي أو الغناء والذي يخرج من الحنجرة ويصيغه في شكل حروف ساكنة وأخري متحركة, والساكنة مثل الفاء والعين, والمتحركة هي الممدود والمقصورة, ويتحكم فيها اللسان بحركته في كل الاتجاهات, وهذا اللسان هو مايميز الإنسان عن الكائنات الأخري, وتنطق الشفتان الحروف ويصدر عنهما الصفير مثل آلة الناي أو الفلوت فمن الممكن أن تتكيف الشفتان بالاستدارة أو التضييق, أو الانفراج فيغني لحنا كاملا, بل إن هناك بعض العازفين يصفر بفمه لحنا كاملا من أعمال بتهوفن, فالفم واللسان مع الحروف الممدودة مثل الألف والواو والياء مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة أو بين بين, وهنا يظهر أن النطق البشري يختلف تماما عن الآلات مهما تكن إمكاناتها, مما جعل هناك تنوعا في الأصوات البشرية غير متطابق, بل إن النغمات في النطق العربي والغناء الحالي والتراثي يتميز عن غيره في الأجناس واللغات الأجنبية ويختلف في النطق والانسياب. وأضاف أستاذ الصوتيات أنه بالنسبة للسان فإنه يتحرك إلي أعلي سقف الحنك ويضغط عليه لإخراج الكلام غير منقوص وتظهر في عبارة ياليل ياعين مثلا أكثر في الشاعرية وتأتي الألف الممدودة كما في آه والياء المنفرجة كما في ليل, ثم تأتي الواو الممدودة كما في دور و نور والياء الممدودة في نيل وعصافير وهي حادة, والواو في مغرور. ثم يأتي دور الأنف وتجاويفه وهو دور لايستهان به فهو يساعد الفم في بعض المخارج, وفي تعريف حروف مثل الميم والنون والتنوين, وعدم نطقها يعتبر عيبا, والأنف له ميزة أخري في المساعدة علي الدندنة, وإخراج النغم من غير نطق, أو بصوت هامس لايكاد يسمع, وكثيرا ما يلجأ المرء إلي استخدامه فينطلق الترنيم أو نغمات تعبر عن الضيق والغيظ.