أثبتت الدراسات الحديثة أن اللوم المستمر يجعل الإنسان يفقد لذة الاستمرار في العلاقة لأن عقل الإنسان لا يتحمله وكذلك نفسيته, وقد تحدث خبراء التنمية البشرية عن اللوم كإحدي السلبيات التي يجب علينا تفاديها حتي تكون نظرتنا سليمة تجاه الأشياء فقالوا عن اللوم: إنه وسيلة لتبرير الشعور السيئ الذي يشعر به الشخص, فكثير من الناس اذا لم يجدوا أحدا يلومونه يلومون الحظ, ويؤكد خبراء التنمية البشرية أن لومك المستمر للآخرين وللظروف وللمواقف يمنحهم الفرصة لقهرك والافضل أن توفر طاقتك التي تستنزفها في العتاب وتوجهها للتفكير في كيفية حل المشكلات والبحث عن طريقة يمكنك بها تحسين ظروف حياتك. أما عن وقع هذا العتاب علي نفسية الانسان تقول د.فؤادة هدية, أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس, إن اللوم وسيلة غير مباشرة يفرض بها الشخص سيطرته علي الشخص الذي يلقي اللوم عليه ويعد هذا السلوك نتيجة سلبية لتربية خاطئة لأن أغلب من يسلكون هذا النهج يكونون قد تعرضوا لهذا اللوم في صغرهم من أحد الوالدين.. ويعد اللوم مظهرا من مظاهر ايلام الذات يجعلها مسئولة عن أي أحداث سيئة تتعرض لها الأسرة مثلا, واذا بدأنا باللوم كأسلوب تربية منذ الصغر فتجد الأم في تربيتها لطفلها تتوجه له باللوم المستمر علي أي فعل خاطئ يحدث منه وهذا هو الأسهل بالنسبة لها مع انها لو بذلت مجهودا في التفكير فسوف تجد أنه خطأها هي بالأساس وليس خطأ الطفل, فقد تتوجه الام باللوم وتزيد عصبيتها علي ابنها لأنه أوقع كوب الماء وكسره ولا تفكر للحظة أن الخطأ منها هي لأنها اعطته الماء في كوب من الزجاج وليس في كوب من البلاستيك والنتيجة أنه سوف يسمع كلامها لأنه يخاف منها لا لأنه يفهم لماذا تمنعه أمه من أي شئ فلا تنتظر هذه الأم أن يكون لها طفل مبدع ودائما ما ننصح الأم أن تنتقد فعل الطفل ولا تنتقد شخصيته. وتدريجيا يصبح اللوم عادة يعتاد عليها ويستخدمها في بيته أو تستخدمها مع زوجها فنجد نموذج الأب الذي يلوم الأم علي عدم تفوق الأطفال وتجد الزوجة عندما تري الزوج تنهال عليه باللوم لتقصيره في الاهتمام بها وإشعارها بالحب والذي لا يعرفه كل منهما أن نتيجة اللوم سلبية بنسبة مائة في المائة ومن تشعر أن زوجها بدأ يتحسن بعد لومها له فهي خاطئة فقد أثبتت الأبحاث النفسية أن من يقع عليه اللوم يحاول أن يتغير ليس حبا في من يلومه ولكن ليثبت لنفسه أنه ليس شخصا سيئا, لأن كثرة توجيه اللوم لشخص تفقده الثقة في نفسه, وأي تصرف يحدث بعد اللوم لن ينبع عن حب حقيقي وأنما رغبة في أبعاد شبهه اللوم عن نفسه ورغبة في التخلص من الألم الذي يتلقاه من الآخر, ولكن سرعان ما يعود الإنسان إلي سابق عهده تدريجيا ويؤهل نفسه للبعد عن الشخص الذي يكثر توجيه اللوم إليه مهما تكن العواقب وخيمة. والنصيحة.. كف عن العتاب واللوم إلا عند الضرورة حتي لا يصبح عادة يصعب التخلص منها.