تمر مصرللطيران حاليا بمرحلة دقيقة في تاريخها تتطلب من جميع العاملين بها بذل مزيد من الجهد والعطاء للخروج من الأزمة الصعبة التي تواجهها... ياتي ذلك في الوقت الذي تحتفل فيه الشركة هذه الايام بعيدها ال...18 فكيف يري القائمون عليها الاوضاع الحالية بها... وماذا عن مستقبل الشركة؟... من هنا كان هذا الحوار ل عالم المطارات مع الطيار توفيق عاصي رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران للتعرف علي رؤيته لما تمر به الشركة الآن. عاصي اكد في بداية حديثة ان هناك استراتيجية جديدة للشركة خلال المرحلة المقبلة تعتمد علي محورين اولهما التركيز علي الخطوط متوسطة المدي التي تشكل عائداتها من 80 % الي 90 % من الفائض الذي تحققه مصر للطيران وثانيهما اللجوء لنظام التأجير التشغيلي في الحصول علي طائرات جديدة واكد انه سيتم تعيين نحو ثلاثة آلاف من الذين يعملون حاليا بالشركة بعقود مؤقتة كما سيتم دمج بعض شركات مصر للطيران. فإلي تفاصيل الحوار. عن الخطوات التي يتم اتخاذها حاليا للحد من المصروفات وخفض النفقات بالشركة؟ قال الطيار توفيق عاصي ان لجنة مشكلة بقرار من المهندس وائل المعداوي وزير الطيران وبرئاسة رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران تدرس الآن اسباب خسائر مصر للطيران العامين الماضيين موضحا ان عمل اللجنة كان ماليا بالاساس ولكنها تطرقت الي كل الامور الفنية والادارية للوصول لتصور شامل لاعادة الهيكلة الكاملة لمصر للطيران فهناك شركة قابضة وتسع شركات تابعة وتوصلت اللجنة خلال عملها الي ضرورة دمج بعض الشركات ذات الأنشطة المتقاربة مؤكدا ان هذا الدمج لن يمس العمالة علي الاطلاق أو حقوقها كاملة واشار الي ان التقرير النهاني سيتم عرضه علي اللجنة الاستشارية برئاسة وزير الطيران. وأوضح ان خطوات عملية تم اتخاذها بالفعل لتقليل النفقات وزيادة الايرادات في كل القطاعات دون استثناء وهناك مؤشرات ايجابية بعد دراسة وتحليل الخسائر وقد توصلنا الي وجود خسائر لاتؤثر علي مسيرة الشركة لانها علي الورق فقط نظرا لمعايير محاسبية واكد عاصي علي انه مع الالتزام بكل المعايير القانونية والمحاسبية ودراسة اسباب الخسائر فانه خلال فترة قصيرة كما يقول سيكون الوضع المالي للشركة افضل كثيرا مما هو الآن. وأضاف ان هناك خطة لتطوير منظومة الموارد البشرية قد بدأت للاستفادة القصوي من العمالة الموجودة خاصة انه لايمكن لاحد ان ينكر ان هناك عمالة زائدة في مصر للطيران اذ ان بها نحو33 ألف موظف وهو رقم كبير لاي شركة طيران وقال انه كان هناك تقصير في تسكين العاملين بوظائفهم التي تم تعيينهم عليها ويتم الآن حصر هذه العمالة لتصحيح الاوضاع وتسكين كل موظف بما يتوافق وتخصصه من خلال اعادة توصيف وتوظيف العمالة مع اعادة التأهيل بالتدريب المتخصص فيما يعد نقله كبيرة وسنبدأ بمن سيتم تعيينهم وهم الثلاثة آلاف موظف بالعقود المؤقتة وفيما يتعلق بتفعيل الشبكة الجوية لتعظيم العائد الاقتصادي؟ قال رئيس الشركة القابضة انه يتم حاليا اعادة تقييم التوجه الرئيسي لمصر للطيران في المرحلة القادمة بالتركيز علي الطائرات متوسطة المدي حيث ان الاسطول الحالي مكون من طائرات طويلة المدي واخري متوسطة وللاسف طغي التوجه نحو استخدام الخطوط الطويلة علي المتوسطة رغم ان موقع مصر الجغرافي يفرض ان تكون الرحلات متوسطة المدي هي القوة الرئيسية والفاعلة فلو قلنا ان رحلة الطائرة متوسطة المدي تصل الي6 ساعات هذه المدة الزمنية يمكن ان تصل خلالها رحلات هذه الطائرات لاكثر من06 دولة محيطة بنا في اوروبا ومنطقة الشرق الاوسط وافريقيا وبالتالي يمكن ان نغطي مساحة هائلة بطائرات متوسطة المدي. مشيرا الي ان هذا التوجه يعد محورا رئيسيا في عمل اللجنة التي تدرس خسائر الشركة الآن حيث ان اسطول الشركة الحالي يضم فقط من55 % 60 % من الطرازات المتوسطة وهذا غير مناسب ويجب ان يزيد ليصل لاكثر من 80 % وعن كيفية الحصول علي طائرات جديدة متوسطة المدي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة حاليا؟ اوضح عاصي ان هذا هو المحور الثاني الذي يتم العمل عليه الآن وهو التوجه لاسلوب التأجير التشغيلي في الحصول علي طائرات جديده وليس الامتلاك أو التأجير التمويلي لان العائد من الطرازات المتوسطة مجز جدا لنا في اطار نظام الايجار التشغيلي وبالتالي نغطي نفقات التأجير ونحقق عائدا ايضا ويكفي ان نعلم ان الجزء الاكبر من الفائض الذي نحققه يأتي من الرحلات متوسطة المدي ويصل من80 % 90 % بينما الخطوط الطويلة لاتحقق فائضا ويجب ان يكون التوجه نحو الحصول علي طائرات جديدة متوسطة متوازيا مع نظام الايجار التشغيلي. وفيما يخص التوجه نحو القارة الافريقية قال ان المفاوضات مع الشركة الغانية التي تم الاتفاق معها علي انشاء شركة جديدة مشتركة وصلت إلي المراحل النهائية حيث سيتم استخدام مطار اكرا الغاني كمطار محوري لمصر للطيران للانطلاق منه الي مختلف الدول الافريقية وقال ان مكتبا استشاريا دوليا يقوم حاليا بتقييم اصول الشركة الغانية التي سندخل معها في شراكة ولن تتكلف مصر للطيران اية اعباء مالية حيث ستشارك بطائراتها في الشركة الجديده التي سيتم انشاؤها مع الجانب الغاني بما يشكل انطلاقه للشركة داخل القارة الافريقية ويعزز العلاقات بين مصر والاشقاء والافارقة في مختلف المجالات.