مع الأحداث الساخنة التي تشهدها مصر, منذ ثورة25 يناير, تحول الكثير من مذيعي الفضائيات الخاصة الي ثوار, ولكن أمام الميكروفونات, ووصل الأمر بالكثيرين منهم بالمزايدة علي الثورة والثوار, فأصبحوا ثائرين أكثر من الثوار أنفسهم. والغريب أن الكثيرين منهم كانوا من مؤيدي النظام السابق, وكانوا يسبحون بحمده ليل نهار, ويتغنون بالإستقرار وبحكمة الرئيس, ولم ينتقدوه بكلمة واحدة, ولم يتحولوا الي ثائرين إلا بعد تنحي الرئيس السابق عن الحكم, والأمثلة كثيرة ولا تحتاج الي ذكرها, يكفي أن تدخل علي الفيسبوك أو اليوتويب لتجد الكثير من تسجلات الفيديو لهؤلاء الإعلاميين الثائرين قبل الثورة, لتسمع من خلالها العجب. وإذا كانت التسجيلات أصبحت تفضح أمثال هؤلاء المتحولين بالصوت والصورة أمام المشاهدين, وإذا كان من حق كل إنسان أن يأخذ الجانب الذي يراه صحيحا من القضايا, فإن المطوب من ثورجية الميكروفونات أن يضعوا مصلحة مصر أمام أعينهم بالدرجة الأولي, ويكفوا عن التهييج والإثارة والمزايدة. وعلي كل من يتشدق ليل نهار بالديمقراطية أن يمارسها أولا بقبول النظرة الأخري للأمور, وحق الإختلاف في الرأي والرؤي. لقد حاولت أن أتابع الفضائيات قدر المستطاع خلال جمعة رد الشرف, فوجدت كثيرا من أوجه القصور ومن الأخطاء المهنية في التغطية للأحداث, وكثيرا من التشنج والمزايدة وعرض وجهة النظر الواحدة, وخلطا عن عمد أو جهل بين المجلس العسكري وبين الجيش المصري العظيم. فمن سيرد الاعتبار للجيش الذي يحاول البعض الوقيعة بينه وبين الشعب؟ ولماذا لم يعرض ثوار الميكروفونات مرة واحدة خطأ للثوار؟ وهل هم ملائكة لايخطئون. لقد أصبحت المزايدة الإعلامية علي أشدها, وإختلط الحابل بالنابل, فبتنا نعيش فترة ضبابية أصبح الحليم فيها حيرانا. إننا نريد إعلاما متوازنا, لا يمارس التحريض ولا التضليل, ويلتزم بالحياد والموضوعية والتوازن, لقد أصبحنا في أمس الحاجة الي وجود ميثاق شرف يضع ضوابط ومعايير لأداء إعلامي يضع المصلحة العليا للبلاد فوق أي إعتبار. المزيد من أعمدة جمال نافع