بعد سلسلة انفجارات هزت دمشق, أعلن مصدر غربي ان اسرائيل نفذت ثاني غارة جوية لها خلال أيام تستهدف سوريا في وقت مبكر من صباح أمس, حددته وسائل إعلام سورية بأنه مركز جمرايا للأبحاث العسكرية الذي استهدفته تل أبيب في يناير الماضي, بينما اعتبرت بريطانيا علي لسان وزير خارجيتها ويليام هيج أن الهجمات تظهر تهديدا للسلام في المنطقة كما أنها تؤكد الحاجة لضرورة إمداد المعارضة بالأسلحة. وحمل التليفزيون السوري إسرائيل مسئولية الهجوم, وقال ان صواريخ اسرائيلية اصابت منشأة ابحاث عسكرية علي اطراف العاصمة, بينما قال مصدر مخابراتي غربي أن قوة الهجمات أدت إلي اشتعال النيران فأضاءت سماء العاصمة. وأضاف المصدر أنه تم خلال الهجوم مهاجمة مخازن لصواريخ الفاتح-110 التي كانت تنقل من إيران إلي حزب الله. وكشف مصدر دبلوماسي في بيروت أن الطيران الاسرائيلي قصف3 مواقع عسكرية سورية بالإضافة لمركز جمرايا منها مخزن مهم للاسلحة بالقرب من المركز, بالإضافة للفرقة14, وهي وحدة للدفاع الجوي في الصبورة غرب العاصمة, علي مقربة من الطريق الدولي بين دمشقوبيروت. وأوضح أن هذه الغارات أوقعت عددا من الضحايا في صفوف العسكريين, من دون تحديد حصيلة. وبعد التوترات علي طول الحدود الشمالية, ذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش أعلن الاستنفار, حيث نشر بطاريتين من منظومة القبة الحديدية قرب مدينتي حيفا وصفد في شمال إسرائيل. ونقلت صحيفة هاآرتس عن المتحدث باسم الجيش في بيان أمس أنه يجري نشر بطاريات للمنظومة من وقت لآخر في أماكن مختلفة في أنحاء إسرائيل وفق التقييمات الأمنية, مشيرا إلي أنه يجري حاليا نشر المنظومة في المنطقة الشمالية. وعلي الصعيد الرسمي, واصلت إسرائيل الإمتناع عن التعليق علي الهجوم, ولم يشر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو خلال احتفال اقيم أمس إلي الغارات التي شنتها بلاده علي سوريا في الايام القليلة الماضية لكنه ركز علي الالتزام بالحفاظ علي أمن اسرائيل. وقال علمني والدي أن اكبر مسئولية هي ضمان أمن اسرائيل ومستقبلها. غير أن مسئولا اسرائيليا كبيرا أكد في تصريحات طالبا عدم كشف هويته ان الهجوم الجوي استهدف شحنة اسلحة ايرانية مرسلة إلي حزب الله. يذكر أن مركز جمرايا يقع عند المداخل الشمالية لدمشق علي بعد15 كيلومترا فقط من الحدود اللبنانية. وقبيل هجوم أمس قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن من حق اسرائيل التصرف. وقال لشبكة تليمندو الإخبارية خلال جولة في امريكا اللاتينية حماية الاسرائيليين لأنفسهم مبررة للحيلولة دون نقل أسلحة متقدمة إلي منظمات إرهابية مثل حزب الله. وأدانت إيران العملية الإسرائيلية, وحثت دول المنطقة علي الوقوف في وجه هذا التصرف. ونقلت الوكالة الإيرانية عن رامين مهمان براست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إن طهران أدانت الضربة الإسرائيلية علي سوريا وقالت إنها تجيء في اطار جهود إسرائيل لذعزعة استقرار المنطقة وأمنها. ومن جهته, اعلن قائد سلاح البر الايراني الجنرال احمد رضا بورداستان أن طهران مستعدة لتدريب الجيش السوري اذا احتاج الامر. وأظهرت لقطات فيديو نشرها نشطاء علي الانترنت سلسلة من الانفجارات تسبب أحدها في إضاءة سماء العاصمة ليلا, في حين أن انفجارا آخر تسبب في اندلاع النيران وانفجارات أخري ثانوية. ومن جانبها, قالت المعارضة إن ثمانية انفجارات متتالية في غضون نصف ساعة سمع دويها في دمشق, بينما اعتبر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن حجم الهجوم يفوق قدرات مقاتلي المعارضة ونقل عن شهود عيان في المنطقة قولهم إنهم رأوا طائرات في الأجواء وقت وقوع الانفجارات. وأضاف المرصد أن الانفجارات اصابت بالإضافة لجمرايا, مستودعا مجاورا للذخيرة, بينما قال نشطاء آخرون إنه تم ايضا استهداف لواء صواريخ وكتيبتين تابعتين للحرس الجمهوري في المنطقة العسكرية الواقعة إلي الشمال من دمشق. كما اعتبر الجيش السوري الحر ان بلاده تقصف علي يد بشار الاسد واسرائيل, وقال المنسق السياسي والاعلامي للجيش الحر لؤي السؤال هو ماذا تفعل كل هذه التشكيلات العسكرية وهذه الصواريخ في محيط دمشق, في حين انها من المفترض ان تنشر علي الجبهة في الجولان, التي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منها. كما نددت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالقصف, معتبرة إياه تحديا للشعوب والدول العربية والإسلامية. واعتبر القيادي في الحركة خالد البطش أن إسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء وتقصف عاصمة عربية شقيقة, محذرا من تمادي إسرائيلي إذا لم يتم الرد عليها وتحويل ذلك إلي سياسة ومنهج يومي لها في سوريا. ميدانيا, أعلن الجيش الحر, السيطرة علي أجزاء كبيرة من مطار منج العسكري بريف مدينة حلب الواقعة شمال البلاد. ونقلت قناة العربية الإخبارية عن أحد أفراد الجيش الحر قوله إن الجيش الحر سيطر أيضا علي بعض الأسلحة والآليات العسكرية في ريف مدينة حلب السورية.