رصد علماء الفلك مؤخرا عبر تليسكوب هابل مذنبا يشق طريقه نحو الشمس, ويمكن رؤيته بالعين المجردة من الأرض. وطبقا لتوقعات العلماء فإن المذنب قد يصل إلي أقرب نقطة للشمس في نهاية شهر نوفمبر القادم قبل أن يتحلل تماما بفعل الحرارة الشديدة القادمة من الشمس. وطبقا لعلماء ناسا, فالمذنب والذي أطلق عليه اسم' أيسون' رصده الهواة في سبتمبر الماضي وهو علي وشك الوصول للحافة الخارجية لحزام الكويكبات الذي يقع علي بعد451 مليون كيلومتر من الأرض. وظل المذنب محط اهتمام العلماء علي مدار الشهور التالية لرصد مساره احتمالية اقترابه أو تقاطعه مع كوكب الأرض. ويقول الدكتور مجدي يوسف رئيس قسم الفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة إن المذنبات هي إحدي مكونات المجموعة الشمسية, وعندما تدور في مدار حول الشمس فإن ذلك يؤدي لاقترابها أو ابتعادها عن الشمس وبالتالي تأثرها بالحرارة المباشرة القادمة من الشمس. فعندما تكون المسافة قريبة من الشمس تكون كمية الحرارة الساقطة علي رأس المذنب الجليدية كبيرة مما يؤدي إلي ذوبان الرأس وانقسام ذيله إلي قسمين ترابي وغازي. وعندما يكون المذنب في مجال الرؤية من علي سطح الأرض, فإننا نرصد المذنب لإجراء عدة دراسات منها معرفة شكل مداره حول الشمس وتركيبه الكيميائي والفيزيائي, وبالتالي نستطيع أن نعرف حالة المادة الموجودة في الفضاء. أما عندما يبعد المذنب عن الشمس تقل نسبة الغازات المتبخرة من رأسه و تزداد برودة رأسه ثم يبدأ بتكوين المواد علي سطحه مرة أخري وتزداد كتلة سطحه, وهكذا تتكرر حالة الذوبان والتجمد للمذنب طوال دورانه حول الشمس حتي يتحلل مع الوقت, يقدر عمر المذنب بعدد الدورات التي يدورها حول الشمس. المشكلة التي قد تواجهنا كما يوضح الدكتور مجدي يوسف هي أنه أثناء سير المذنب نحو الشمس يترك حبات من الرمال في مساره وفي حالة اقتراب المذنب من الأرض أو تقاطعه معه تزداد كمية الشهب التي يمكن أن تخترق الغلاف الجوي أو تتلف الأقمار الصناعية. وطبقا للدراسات التي أجريت علي شكل المذنب وعلاقته بمدار الأرض حول الشمس وجدنا أنه لن يتقاطع مع مسار الأرض, ومن المتوقع أن يظهر بشكل أوضح خلال نوفمبر مع اقترابه من الشمس إلا أنه لن يؤثر نهائيا علي الأقمار الصناعية أو الأرض.