مع اقتراب موسم الصيف مازال المجتمع في حالة حيرة من أزمة انقطاع الكهرباء المرتقبة خلال الأسابيع المقبلة. ولأن' مصائب قوم عند قوم فوائد', فقد راجت تجارة المحولات الكهربائية, حيث أوضح أحد أصحاب المحلات بشارع عبد العزيز أن سعر المحولات الكهربائية تتراوح اليوم بين3 آلاف و30 ألف جنيه بحسب طاقتها, فمثلا هناك محول يعمل علي تشغيل مصنع, وآخر لتشغيل ورشة صغيرة, لافتا إلي أن هذه المحولات تعمل بالسولار, وهو ما يعني أن من يشتري تلك المحولات سيواجه أزمة ثانية تتمثل في توفير السولار. وسعيا لإيجاد مصدر متجدد للطاقة لتلافي أزمات نفاد الطاقة يقول د. صلاح الحجار أستاذ الهندسة البيئية بالجامعة الأمريكية إن هناك حلا يمكن الأسرة المصرية من إضاءة المنزل وتشغيل التلفاز بل والحاسب الآلي و الأجهزة الإلكترونية بصفه عامة أثناء انقطاع الكهرباء, وذلك بالاعتماد علي خلايا الطاقة الشمسية. وحيث إن النظام التقليدي للطاقة الشمسية يكون عن طريق خلايا يصدر عنها طاقة كهربية بنظام التيار المباشرDC والتي يتولد عنها تيار مستمر يتم تخزينه في بطارية, وهذا النظام التقليدي يحول بدوره الطاقة الكهربائية المخزونة في البطارية الي تيار مترددAC المستخدم في المنازل وهذا التيار لكي تتم إضاءة لمبات المنزل به يصبح مكلفا للغاية, كما أن تكلفته عالية جدا, لذلك يكون من الأفضل الاستعانة بخلايا الطاقة الشمسية الأكثر كفاءة لتحويل الطاقة الكهربائية مباشرة من البطارية الي لمبات التيار المباشر, هذه اللمبات متوفرة في كشافات السيارات وتصل إضاءتها إلي500 متر تقريبا, فهي بذلك الأفضل ومن الممكن للشركات التي تعمل في مجال الطاقة الشمسية بمصر والتي تزيد علي30 شركة أن تقدم للسوق المصرية هذه المنظومة المتمثلة في الخلية والبطارية واللمبات معا في وحدة متكاملة جاهزة للاستخدام المنزلي. هذه الوحده الخاصة بالإضاءة قد تصل تكلفتها تقديرا الي ألف جنيه وتصل قدرتها علي تخزين الطاقة بها الي نحو4 ساعات, وفي نفس الوقت يمكن استخدام وحدة أخري للأسرة التي ترغب في تشغيل التلفاز أو أي من الأجهزة الإلكترونية المصممة لتلقي التيار المباشرDC. وفي هذه الحالة يكون بمقدور تلك الوحدة تحويل التيار المستمر لتيار متردد وهذه الوحدة تزيد تكلفتها قليلا عن الوحدة الخاصة بالإضاءة, حيث تصل الي1500 جنيه وحتي2000 للمنزل الواحد وهذه الخلايا يتم تعريضها للشمس نهارا لتخزن الطاقة التي تعمل بها ليلا. ويضيف الدكتور صلاح الحجار أن الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية بمقدوره توفير من10 إلي15% من استهلاكنا الحالي للكهرباء, خاصة إذا ما تم التنسيق المسبق بين الدولة ومؤسساتها من مصانع وهيئات وحتي تفعل نظم ذكية في إضاءة الشوارع اعتمادا علي الطاقة الشمسية. وهناك حلول أخري إذ ماتوافرت الإرادة السياسية واتفقت مؤسسات المجتمع علي إيجاد إستراتيجية حقيقية لحل المشكلة فقد ابتكر العالم حلولا متكاملة للمدن لتوليد الطاقة النظيفة فيما يعرف بالأبنية الخضراء منها مدينة'Bedzed أو مدينة بدينجتون غير الملوثة للبيئة ببريطانيا. هذه المدينة والتي تم بناؤها منذ10 سنوات هي خير نموذج للمدن المولدة للطاقة النظيفة ذاتيا دون أدني اعتماد علي الدولة في هذا الأمر. فجميع المباني مزودة بخلايا للطاقة الشمسية ومصممة للاحتفاظ بالطاقة الحرارية بأقصي قدر ممكن بما يقلل من ساعات استخدام أجهزة التدفئة شتاء. وبالرغم من مرور عدة سنوات مازالت هذه المدينة نموذجا مرجعيا في سبل الاستفادة المثلي وإدارة الطاقة.