تمنيت لو ان الرئيس محمد مرسي شارك في حفل تنصيب البابا تواضروس بابا الكنيسة المصرية لأنها مناسبة وطنية مصرية قبل ان تكون مناسبة مسيحية تخص اقباط مصر.. حدث هذا رغم ان وفدا كبيرا من الإخوان المسلمين شارك في عزاء قداسة البابا شنودة.. ولهذا كان امرا غريبا ان تصدر بعض التيارات الدينية بيانا تستنكر فيه مشاركة الرئيس مرسي في قداس عيد القيامة لأن ذلك يتعارض مع الشريعة الإسلامية وتحظر علي رئيس الدولة ان يفعل ذلك..إن الخطأ الجسيم في هذا كله ان التيارات الإسلامية تعتبر الرئيس مرسي رئيسا للمسلمين فقط والحقيقة ان الرجل حين قدم نفسه مرشحا للرئاسة لم يكن مرشحا للمسلمين ولكنه كان ينافس علي المنصب الرفيع كرئيس لكل المصريين المسلمين والمسيحيين والمؤمنين والملحدين وانه مسئول امام الله عن كل هؤلاء باختلاف عقائدهم..وهذه الحساسيات الدينية تضع مسئوليات اكبر علي رئيس مسلم في ظل حكم جماعة إسلامية ان هذه الصيغة الجديدة من الحكم والتي لا تتردد في ان ترفع لواء الشريعة الإسلامية ينبغي ان تحرص علي تقديم نموذج رفيع في التعامل بين السلطة والشعب ولا يعقل ان يضع هؤلاء المتشددون قيودا علي رئيس الدولة امام وهم خاطئ بأنهم جاءوا به الي السلطة وانهم كانوا وراء نجاحه في الانتخابات, ليس من حق احد ايا كانت قوته في الشارع ان يفرض وصايته علي رئيس الدولة حتي ولو كان ذلك باسم الدين مادام لا يخالف ثوابت دينه الذي يلزمه بالمساواة والعدل ورعاية شئون الناس..لو كنت مكان الرئيس مرسي لشاركت في جميع المناسبات الوطنية إسلامية ومسيحية تحت اي شعار وفي أي مكان لأن اي شيء يوحد كلمة المصريين الآن لابد ان نحرص عليه أما التقسيمات الدينية والفئوية فهي كارثة جديدة علينا لأنك لا تستطيع وانت تسير في الشارع ان تفرق بين مواطن مسلم او مسيحي وحين اختار المصريون ومنهم مسيحيون الرئيس مرسي ليس لأنه رئيس مسلم ولكن لأنه رئيس مصري وينبغي ان يعدل بين كل المصريين إذا كان يريد شرع الله لأن الله هو العدل. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة