ما أن يتم إعلان نتائج جائزة البوكر العربية حتي يحدث اللغط.. تتناثر الأقاويل.. تتراشق الاتهامات.. تلوك الألسنة الحدث وتلميحات واضحة ومستترة حول نزاهة النتيجة التي دائما وأبدا لاترضي أحدا! هكذا هو حال جائزة البوكر العربية في دورتها السادسة والتي أسفرت عن فوز الروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي عن رواية( ساق البامبو). والرواية التي حصدت الجائزة وانتصرت لدولة الكويت الشقيق صادرة عن دار النشر اللبنانية( الدار العربية للعلوم ناشرون) تتحدث عن الغربة والاغتراب ومشكلة الهوية وظاهرة العمالة الأجنبية في الخليج العربي في سياق جديد للرواية العربية. لجنة التحكيم التي يرأسها الدكتور جلال أمين وتضم في عضويتها الناقد اللبناني صبحي البستاني والفنان علي فرزات والباحثة البولندية بربارا ميخالك بيوكولسكا أستاذ الأدب العربي, والأستاذة زاهية الصالحي بجامعة مانشستر المختصة في الأدب العربي اكدت أن رواية( ساق البامبو) عمل جريء, يتناول علي نحو موضوعي ظاهرة العمالة الأجنبية في الخليج العربي, وانها رواية محكمة البناء تتميز بالعمق وتطرح سؤال الهوية في مجتمعات الخليج. هكذا ارتأت اللجنة.. ومن ثم علينا احترام رأيها وتقدير حجتها ووجهة نظرها وإلا فما حاجتنا للجنة تحكيم؟ وما الداعي لتخصيص شروط ومواصفات تقرها اللجنة وعلي أساسها تعلن نتيجتها النهائية وتقول في ثقة: هذه هي الرواية الفائزة بجائزة البوكر.. قلبي مع لجنة التحكيم.. فالمهمة التي تقع علي عاتقها ليست مهمة سهلة.. الاختيار صعب.. بل وشائك.. والنتيجة في كل الأحوال لن ترضي جميع الأطراف.. والأقلام المتنافسة اقلام كثيرة, لها وزنها في عوالم الإبداع والأدب.. (الذوق الأدبي) يقبل بالتأكيد المناقشة والحوار والطرح. ولايمكننا بعد ذلك كله أن نخرج بنتيجة نهائية حاسمة. فالأدب ليس كيمياء.. ليس معادلات وحسابات.. ولكن هناك بالطبع معايير واعتبارات وشروط تؤخذ في الحسبان.. والكلمة في النهاية للجنة التحكيم.. أليس كذلك؟ هناك أسماء كبيرة متميزة تم استبعادها من القائمة الطويلة وعلي رأسها المبدع اللبناني إلياس خوري والكاتب الجزائري واسيني الأعرج, فضلا عن الكاتب الفلسطيني ابراهيم نصر الله.. وهذا لايقلل بالتأكيد من شأنها.. والقائمة القصيرة أيضا ضمت معها مبدعين متميزين من مختلف بلدان العالم العربي وهم: اللبنانية جني فواز الحسن, والمصري ابراهيم عيسي والتونسي حسين الواد والعراقي سنان انطون والسعودي محمد حسن علوان.. وجاءت الجائزة من نصيب المبدع الكويتي الشاب سعود السنعوسي.. كيف نتعلم احترام الرأي خاصة حينما يجيء من أهل الخبرة والعلم?.. كيف نقبل مبدأ الاختلاف دون تجريح وإسقاطات سلبية وإهانات؟ أسئلة راودتني وأنا أتابع تداعيات نتائج جائزة البوكر العربية. تحية إلي القلم الشاب الفائز?.. تحية إلي الطرح الروائي الجديد.. الجريء.. ومبروك للمبدع الكويتي سعود السنعوسي.. لمزيد من مقالات بقلم : ليلي الراعي