علي خلفية مطالبة العديد من القوي السياسية اليمينية الفرنسية بإصدار قانون جديد يمنع الرموز الدينية مثل الحجاب والنقاب تحديدا في شتي المؤسسات, وليس العامة منها فقط كما ينص قانون صدر قبل تسع سنوات, دعا الدكتور دليل بوبكر عميد المعهد الإسلامي بمسجد باريس لندوة ضخمة تحت عنوان'المسلمون بفرنسا في مواجهة التمييز'تمحورت حول الاسلاموفوبيا وكيفية مناهضة ازدواجية المعايير التي تتعامل بها فرنسا مع مواطنيها المسلمين..أقيم النقاش بقاعة المسجد العريق, القائم في قلب العاصمة باريس, وأدارها المستشار الإعلامي للمسجد السيد سليمان ندور. ولتوضيح أبعاد الموضوع أدار الحوار رئيس مجلس المسلمين الديمقراطيين, عبدالرحمن دحمان, هو ذاته الذي كان ضمن مستشارين الرئيس الفرنسي-السابق-نيكولا ساركوزي, وسبق ان استقال في عام2011, عندما بدأت الحملات الانتخابية تشتد. وبالطبع وكما اعتادت الأحزاب امتهان لعبة السياسة القذرة بتطويع كل ما يمكن تطويعه للفوز بمقعد الأليزيه.. كلها وسائل لم يقبلها دحمان وترك منصبة من اجلها,وتحول من اليمين لليسار بحثا عن شريك سياسي يقدم امتيازات للمسلمين ويحترمهم. ومن هنا حرص دحمان علي حشد لفيف من النواب والسياسيين الفرنسيين والفرنسيين من ذوي الأصول العربية والأجنبية. كان في مقدمتهم'دانيال فايوه'وزير الداخلية السابق وعمدة بلدية باريس الدائرة ال18حاليا. واللقاء كان بمثابة حملة هجوم منظمة وجريئة ضد كل من تسول له نفسه مناهضة الإسلام او التعدي علي حقوق المسلمين الذين هم مواطنين فرنسيين حسب قانون العلمانية الصادرعام.1905 وفي كلمته دعي بوبكر الحكومة الفرنسية باحترام المسلمين والأخذ في الاعتبار بان المواطنين المسلمين هم مواطنين فرنسيين لهم حقوقهم كما عليهم من واجبات مذكرا بميثاق التعاون 2001 الذي سبق ونظم العلاقة بين المسلمين وفرنسا حينما تم تأسيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. كما دعي د. دليل بوبكر الي ضرورة تصحيح صورة الإسلام في الإعلام الفرنسي وما يتعمد البعض من الإساءة إليه بتشويه صورة المسلمين. وعلي هامش الملتقي كان ل الأهرام اللقاء الخاص مع عبد الرحمن دحمان مستشار الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس مجلس المسلمين الديمقراطيين.. سألناه: عن الأسباب والتوقيت للتحول الغاضب من الحزب اليميني'الاتحاد من اجل حركة شعبية'لمساندة الحزب الاشتراكي وسر نعتك لكوبيه بالطاعون.قال: لان فرانسوا كوبية زعيم حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية يتعمد اهانة المسلمين بغية كسب أصوات اليمين المتطرف أملا في عودتهم للحكم. فهو يريد أن يفرض علينا قانون'ممنوع أن تكون مسلم بفرنسا'بتكميم أفواهنا لذلك سنحاربه بكل قوتنا في الانتخابات البلدية المقرر لها2014 فهو يطمح في انتزاع عمودية باريس من الاشتراكيين وسنقطع عليه الطريق.والدكتور دليل بو بكر عميد المعهد الديني بمسجد باريس وأنا معه ندافع عن حقوق المسلمين ولا نقبل أي اهانة آو إساءة لهم. ثمة تحذير في رسالتك للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند.لماذا؟ رسالتي لاولاند واضحة وصريحة أناشده بعدم اهانة المسلمين بفرنسا,والإقلاع عن استصدار مثل هذا القانون,لان قانون منع الاشارات الدينية موجود وكافي, وحجاب المرأة من عدمه لم يسبب خطر علي الجمهورية, كما ادعوه بتوخي الحذر بألا يكرر أخطاء سالفيه لأننا ساندناه في الانتخابات الرئاسية,وعليه الوفاء بوعوده للمسلمين والحفاظ علي كرامتهم. هل كانت أصوات المسلمين ضمن تداعيات هزيمة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الماضية؟.وكيف لعب المسلمون من خلال مسجد باريس دورا في مساندة الرئيس فرانسوا أولاند؟ بالفعل صوت93% من الناخبين المسلمين لصالح الرئيس فرانسوا اولاند وكان ذلك بفضل تحالفنا مع دانيال فايوه وزير الداخلية السابق أثناء حملة الاشتراكيين الرئاسية. وماهي هي أهم القضايا التي تتبنوها من أجل المسلمين بفرنسا؟ أولا أن تكف الساحة السياسية والإعلام عن تشويه صورة المسلمين ووصفهم بالإرهابيين, فلماذا حينما يقوم فرنسي يهودي اوغيره بارتكاب جريمة لا يشار الي ديانته ووصفها بالإرهاب!.وعندما تكون الجريمة من فرنسي مسلم نضع الكل في سلة واحدة.. ثانيا عندما نهاجم أي يهودي سرعان ما نتهم بمعادة السامية,فلماذا لا ندين من يهاجم المسلمين تحت مظلة حقوق الإنسان!..ثالثا إذا كانت فرنسا ستمضي بالفعل في إقرار قانون يمنع الحجاب والنقاب في المؤسسات العامة والخاصة فنحن سنتبني الدعوة بضرورة منع( الكيبا)القبعة اليهودية, وكذلك منع ارتداء ملابس( السير) الراهبات المسيحيات. ويقول دحمان حاولنا إحصاء المسلمين بصفة تقريبية في باريس وضواحيها فقط وجدناهم في حدود90.000 مسلم,ذلك لان الذين يأتون للصلاة يوم الجمعة بمسجد باريس يصل تعدادهم7000 مسلم,وفي مسجد باريس الدائرة18, يسجلون5000 مسلم.وحسب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي' مانويل فالس' أكد أن الإسلام في خلال سنوات قليلة قادمة سيصبح الدين الثاني في فرنسا رسميا,من منطلق آن عدد معتنقيه يفوق ستة ملايين مسلم بنسبة قد تزيد علي8%. وهم بذلك يشكلون أكبر تجمع للمسلمين في أوروبا,ويعتبر الإسلام بالفعل ووفقا لتعداد المسلمين هو الدين الثاني في فرنسا بعد ديانة الدولة المسيحية..وهو الأمر الذي يثير حفيظة الكثيرين ممن يعتبرون ذلك يشكل خطرا علي هوية الدولة العلمانية.