لقي40 شخصا علي الاقل مصرعهم في حين أصيب نحو75 آخرون بجروح فجر أمس اثر اقتحام قوات عراقية ساحة الاعتصام في الحويجة الواقعة علي بعد نحو50 كلم غرب كركوك لمتظاهرين مناهضين لرئيس الوزراء نوري المالكي غرب كركوك واشتباكها مع مجموعة منهم.وذكرت وكالة الانباء الفرنسية إن13 مسلحا في محافظة كركوك قتلوا أمس خلال هجمات ضد مواقع عسكرية شنوها انتقاما للمتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء الذين قتلوا علي أيدي قوات الامن في وقت سابق من يوم أمس, وفقا لمصادر عسكرية.وقالت المصادر إن ستة مسلحين قتلوا برصاص الجيش لدي محاولتهم السيطرة علي نقطة تفتيش قرب ناحية الرشيد جنوب كركوك, في حين قتل سبعة مسلحين آخرين في هجوم مماثل في ناحية الرياض غرب كركوك.وقرر مجلس الوزراء العراقي أمس تشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك لتقصي الحقائق في الاحداث التي جرت أمس في قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك. وقدم وزير التربية العراقي محمد علي تميم استقالته من الحكومة احتجاجا علي مقتل واصابة العشرات خلال اقتحام قوات الامن ساحة الاعتصام في كركوك, وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسئولين عن مقتل جندي يوم الجمعة الماضي عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام. وأعلنت القائمة العراقية عن مقاطعتها لجلسة مجلس النواب العراقي أمس علي خلفية أحداث اقتحام ساحة الاعتصام, وأدان وليد المحمدي النائب عن القائمة العراقية في البرلمان العراقي عملية اقتحام الجيش لساحة اعتصام الحويجة واعتبرها مجزرة. وقال في بيان صحفي إن سجل الحكومة حافل بالفشل والدمار لهذا البلد والتهديد لأمنه, وهذه المرة قد يشعل هذا العمل حربا أهلية بين مكونات الشعب العراقي وهو أمر مرفوض ولا يمكن السكوت عليه. ومن جانبها, أكدت وزارة الدفاع في بيان أن قواتها دخلت الساحة بحثا عن مسلحين وأسلحة, في الوقت الذي نفي فيه متحدث باسم المتظاهرين وجود مطلوبين بينهم.ومن جهتها,أعلنت وزارة الدفاع في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه عن أن قواتها قامت علي مدار الايام الماضية بتحديد مهلة نهائية وتوجيه المتظاهرين السلميين وغير المسلحين بترك ساحة التظاهرات لفسح المجال للقطاعات المشتركة للتفتيش عن الاسلحة والقبض علي الجناة المسئولين عن قتل الجندي يوم الجمعة. واضاف البيان أن القوات ولدي اقتحامها للساحة أمس جوبهت بنيران كثيفة من مختلف الاسلحة وأدي الاشتباك الي استشهاد عدد من أفراد قواتنا المسلحة وقتل عدد من المسلحين من عناصر القاعدة والبعثيين المتعاونين معهم. غير أن المنسق العام لمعتصمي الحويجة عبد الملك الجبوري قال في تصريح لفرانس برس لا نملك في الساحة الا أربعة أسلحة رشاشة لحمايتها, ولا يوجد أي مطلوب للقوات الحكومية بيننا. وأشار الي أن القوات التي اقتحمتنا أحرقت الخيم وأطلقت النار بشكل عشوائي علي المتظاهرين الذين غادروا ساحة الاعتصام إثر الاشتباكات.ونفت وزارة الدفاع العراقية أنباء سقوط طائرة عسكرية تابعة لها في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك. ومن جهته, أدان مجلس محافظة كركوك العملية واستخدام القوة المفرطة, مطالبا الاممالمتحدة بالتدخل للمساعدة علي ضبط الوضع الخطير جدا.يأتي ذلك في الوقت الذي أدان فيه حسن تروهان رئيس مجلس محافظة كركوك اقتحام قوات حكومية ساحة الاعتصام. وقال مصدر أمني عراقي إنه بعد اقتحام ساحة الاعتصام تم ضبط34 بندقية كلاشينكوف وأربعة من الاسلحة المتوسطة بي كي سي كما تم تحرير18 طفلا استخدموا كدروع بشرية في محاولة لمنع قوات الجيش من اقتحام الساحة بالاضافة الي ضبط127 استمارة انتماء لما يسمي تنظيم لواء التأميم التابع لجيش النقشبندية الذي يترأسه المطلوب نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري. ودعامارتن كوبلرالممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق قوات الأمن العراقية إلي ضبط النفس في عملية حفظ النظام بمنطقة الحويجة, جنوب غربي محافظة كركوك. وقال كوبلر في بيان أمس إنه يتابع الأوضاع في الحويجة عن كثب, كما يواصل اتصالاته مع جميع الأطراف المعنية, داعيا المتظاهرين إلي المحافظة علي الطبيعة السلمية للتظاهرات. ويعتصم مئات المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي منذ أشهر في مناطق قريبة من كركوك بالتزامن مع اعتصامات مماثلة في مناطق أخري تسكنها غالبيات سنية.