كان معنا محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي الشهير بصلاح جاهين(1930 1986) في صالونه الذي أقيم بدار الأوبرا أمس الأول في ذكري رحيله من27 سنة, وقد فاتني أن أسأل السيدة الفاضلة والدة صلاح التي كانت تزين الصف الأول بحضورها, عن سبب اسم جاهين الذي إشتهر به ابنها صلاح, وهو موسوعة ضخمة من الكاريكاتير والشعر والتمثيل والغناء والأدب, وقد كان لي معه في الخامسة من مساء كل يوم اتصال تليفوني يتحدث فيه عن رسم الكاريكاتير الذي انتهي منه للأهرام وفي آخر المكالمة يطلب أن أرسل إليه الراجل الغامض. كنت وقتها مدير تحرير الاهرام وكان هناك تساع له ملامح صامته لا تنطق بأي شيء وإنما كانت مهمته ان يركب الموتوسيكل ويقصد بيت صلاح بالمهندسين الذي يعرفه جيدا ليحضر مظروف الرسم. ولكن صلاح الفنان الذي يلتقط الكلمات البسيطة من بساتين الشوارع والحارات استطاع بسحره ان يضع اسم الراجل الغامض بسلامته متخفي بنضارة في أغنية رددها الملايين دون ان تعرف من هو هذا الغامض بسلامته! كان معنا صلاح جاهين مجسدا في ابنائه بارك الله فيهم وقد كبروا ووزعوا فيما بينهم المهام التي يحمون بها كنز الأب الذي أصبح لكل الناس الذين عرفوا ولم يعرفوا صلاح.. بهاء الابن الأكبر الذي سبحان الله نسخة من أبيه جسما وصوتا وهو من مقام بافاروتي ويستطيع تطويعه كما يريد لإلقاء اشعار الاب وأعجب كيف غاب عنه المخرجون, وعمر الفنان الحالم قائد فرقة لمبة جاز الذي يصاحب الكلمات بلغة الاورج التي يجيدها, وسامية الابنة القوية الرقيقة التي تعكس تربة الفن والشعر والتمثيل الذي ولدت ونمت فيه. ثم هذه الدرر والجواهر التي كان الابناء يمدون ايديهم بسهولة الي الكنز الموروث وحلقوا بنا في ساعتين بين الرباعيات والقصائد العامية الفريدة والاغاني الجميلة من الحب والشجن والوطنية والفلسفة وتساؤل: كيف قدم هذا العبقري صلاح كل ذلك في30 سنة عملا فقط؟ آخرها سنوات اكتئاب وصدمة وانطواء؟ وشكرا لكل نجوم السهرة الأبناء ومن معهم, ولآمال سعد الدين مدير النشاط الثقافي والفنان التشكيلي أمين الصيرفي مدير الصالون الذي وعدنا بصالون قادم عن نجيب محفوظ. http://[email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر