تلك هي أزمتنا يا سيدي, تلك هي أزمتنا قبل الثورة وبعد الثورة, تعميم وتخوين وظن سوء.أحييك علي موقفك النبيل من ضباط الشرطة الشرفاء, بحكم عملي أتعامل مع الكثيرين من كل المهن, رأيت ضباط شرطة تعيرهم نساؤهم بضعف امكانياتهم المادية, وانه لولا أهلها لما سكنوا ولا أكلوا ! رأيت ضباط شرطة أغنياء جدا يحدثونك عن الرسالة والوطن وحبهم له, رأيت ورأيت وتعاملت وتعاملت, ولكن القاسم المشترك في المجتمع هو( نظام حق) والحق في ضابط الشرطة أنه حرامي, إذ كلهم لصوص, الحق في ضابط الشرطة ضرب المتظاهرين بالتحرير, وهل كل ضباط الداخلية تركوا المحافظات والخدمة وراحوا التحرير؟؟ الحق في المطلقة أنها منحرفة, إذ كل المطلقات منحرفات, ولا توجد مطلقة تعلم أن دورها الأساسي إنها أم, ولا تهتم بتعليم أولادها, ولا مستقبلهم, ولا لزوم لها إلا المتعة غير المباحة, رغم أن الطلاق له سورة كاملة في القرآن الكريم. الحق في الطبيب أنه يخدر مريضه ويسرق كليته ونسينا كم من دكتور يعالج مرضاه مجانا! الحق في زوج الأم التحرش بابنة زوجته, ونسينا كم زوج أم زرع الله في قلبه الحنان لأطفال لا ذنب لهم!الحق في المدرس أقامة علاقات غير شرعية مع تلميذاته,ونسينا كم مدرس خرج إلي المعاش شبه كفيف, وقعيد, لأنه شرح لتلاميذه علي أكمل وجه. الحق الحق والحق الحق قبل ما المزاد يخلص, هنا مزاد الأخلاق الرخيصة, هنا مزاد الشك والقيل والقال, هنا مزاد الفضائح, ونسينا أن ما يقال علي شخص يقذف بقائله في النار سبعين سنة. نركز علي السيئ, ونركز علي العدوان والغضب والكذب والسرقة, حتي بات الناس يخونون أقرب الناس إليهم ويشك بعضهم ببعض ويقولون, لا مكان لعمل الخير والناس كلها وحشة. سيدي دعني أسألك وأسأل قراءك سؤالا: نهاجم الشرطة وجهازها ونقول حق الشهداء ماشي, ليه بنتاجر بدم الشهداء؟؟ كم واحد فينا اتعظ من سقوط شباب شهداء وفجأة غير من سلوكه لخدمة نفسه والمجتمع؟؟ كم واحدا فينا يسقط سلوكه المنحرف علي الشرطة وكأن لسان حاله يقول كل الناس منحرفة مثلي؟؟؟ كم زوج أو زوجة أو أخ غير من نفسه, واتقي الله في حرماته أو صلة رحمه؟؟ وكأن الدنيا قد خلت إلا من شرور جهاز الشرطة الذي يدنس المجتمع الطاهر بكل طبقاته؟؟وإن كل ربات البيوت شرفاء والمدرسين والمقاولين وحتي البلطجية واللصوص شرفاء إلا هذا الخطر الماثل أمامكم في رجال الشرطة. لو كل واحد فينا اشتغل صح وفهم صح والتمس الأعذار لغيره, لو كل واحد فينا افتكر كم ضابط شرطة أو جيش استشهد علي مر العصور وهو يطارد عدو الوطن, أو تاجر مخدرات, هدفه تدمير الشباب أولادي وأولادكم وأولادهم, لو كل واحد فينا اتعظ من تقلب الدنيا, وما حدث للغير, وتأكد أن الباقيات الصالحيات خير وأبقي من برنامج دعائي يطلع يشتم ويهاجم. لا أقول نسكت عن المخطئ, ولكن بلاش التعميم. أحييك ياسيدي علي سباحتك ضدالتيار لأن التيار اليومين دول لمهاجمة الشرطة! رحاب العوضي