لايزال الغياب الأمني يسود شوارع مصر, وبخاصة في محافظة المنوفية, حيث تحولت حياة المواطنين إلي فوضي وعدم استقرار, حتي إن البعض يحاول تطبيق حد الحرابة علي المجرمين بنفسه, وذلك بعد انتشار أكثر من جريمة خطف وقتل وسرقة, وغيرها من الجرائم التي تملأ الشارع. ففي أثناء ذهاب مصطفي سعيد عبدالعزيز الطالب بالثانوي هو وزملاؤه إلي المدرسة, اعترض طريقهم ثلاثة مجهولين يستقلون سيارة بيجو, مدعين أنهم لايعرفون الطريق إلي المدرسة, وطلبوا من المجني عليه توصيلهم إليها, وبحسن نية لم يشك مصطفي في الأمر, واستقل معهم السيارة لإرشادهم عن المدرسة. وفي مساء اليوم نفسه جاء اتصال من مجهولين لوالد مصطفي يطلبون فدية قدرها200 ألف جنيه, لإعادة ولده إليه. ولما علم أهالي قرية المقاطع مركز الباجور بمحافظة المنوفية بالأمر قاموا علي الفور بتجهيز المبلغ المطلوب في اقل من ثلاث ساعات. وجاء اتصال آخر من الخاطفين لوالد مصطفي للاطمئنان علي تجهيز المبلغ, والذي أخبرهم بأنه قد جمعه, فطلبوا منه ترك المبلغ علي كوبري أشمون, وبعد تسليم المبلغ بيوم عاد مصطفي. وكان بلاغ قد ورد للواء أحمد عبدالرحمن مدير أمن المنوفية من سعيد عبدالعزيز همام يفيد قيام مجهولين باختطاف نجله مصطفي طالب بمدرسة سعد حشيش الثانوية, وتم تحرير محضر رقم6727 جنح الباجور لسنة2013, فأمر بتشكيل فريق بحث ضم العميد جمال شكر مدير إدارة البحث الجنائي بالمنوفية, والعميد ياسر عيسي رئيس المباحث الجنائية, والعقيد سمير الجنزوري مأمور قسم الباجور, والعقيد نادر منصور, والرائد سامح العنتبلي رئيس مباحث الباجور, وأكثر من15 ضابطا من المنوفية; للبحث عن المتهمين. وقال الرئد سامح العنتبلي إنه تم تحديد موقعهم وأقرب جهاز إرسال للشبكة التي يتحدثون منها, وتم القبض علي المتهمين. ويحكي مصطفي مأساته قائلا: بعد ركوبي السيارة قام أحدهم بضربي علي رأسي بمسدس, وقال لي لا تتحدث, وقام بوضع شيء علي رأسي, ثم ذهبوا بي إلي حظيرة حيوانات( زريبة), وظل معي أحدهم, ومر اليوم الأول. وفي اليوم الثاني قاموا بوضعي علي تروسيكل, ونقلي إلي منزل قريب من المكان الأول, وقيدوني من قدمي بسلسلة حديدية, وسلسلة أخري, حتي أتمكن من الصلاة, وكنت أتوقع أن هذه هي نهايتي, ولم أتوقع أن أخرج أو أعود إلي القرية مرة ثانية. وفي اليوم الثالث قلت لهم أريد أن أتحدث مع ابي وسمحوا لي. وكانوا عندما يدخل زعيمهم يضعون الغمامة علي وجهي حتي لا أراه, ولكني عرفته من صوته, وتحدثت مع أبي وقالوا لي حذره من إبلاغ الشرطة إذا كان خائفا عليك, وبالفعل نقلت كل ما يحدث لأبي, الذي قال لي لاتخف المبلغ جاهز, وسوف أسلمه لهم. ويضيف مصطفي: كنت خائفا, وفي هذا اليوم تحدثت مرة ثانية مع أبي ولم يطمئن قلبي إلا بعدما سمعتهم يتحدثون عن مكان المقابلة. وفي اليوم الرابع طلبوا من أبي الذهاب إلي مكان في أشمون لتسليمهم الأموال, وفي الليل جاء اثنان منهم, ومعهما رشاش آلي, وقاما بضربي علي رأسي, وقالالي لقد دفع أبوك الفدية, وسوف نطلق سراحك من هنا, ولكن إذا تحدثت مع أحد فسوف نقتلك. والجدير بالذكر ان مصطفي يعاني من اصابة في الوجه وفي اليوم الخامس تم إطلاق سراحي وملأت الفرحة قلبي وبالفعل تركوني علي كوبري كوم الضبع التابع لمركز الباجور وبعدها مشيت علي قدمي حتي وصلت الي القرية وكان اليوم اكثر من رائع والفرحة والزغاريد تملأ شوارع القرية, والحمد لله رجعت إلي أبي وأمي,. وقال سعيد عبدالعزيز- والد المجني عليه إن المأساة دامت لأكثر من خمسة أيام, وكنت أبكي خوفا علي ابني, وفضلت دفع الأموال, وجمعت المبلغ من أهالي القرية. وأضاف أن الجاني أحمد عبدالرازق كان يعمل معي وترك العمل منذ7 أشهر, ولايوجد أي خلاف بيني وبينه, وكان يأخذ راتبه مقدما بعكس أي عامل آخر, والغريب أنه كان موجودا أمام البيت ساعة علمي بخطف ابني, ولم أشك فيه إطلاقا. وتقول أم مصطفي كنت أتمني الموت بدلا من خطف ابني, وعندما كان يدخل أحد البيت كنت أتوقع أنه مصطفي, وحمدت الله علي رجوع مصطفي. ويضيف شقيقه أحمد( طالب الهندسة) عندما جاء اليوم الخامس كنت في حالة نفسية سيئة, ولم أكن أتمني شيئا من الحياة إلا أن أري أخي فقط, وعندما جاء مصطفي فقدت وعيي من الفرحة, وأشكر الله عز وجل, وأيضا الشرطة علي الجهد الكبير الذي كنا نلاحظه وأطلب من النيابة توقيع أشد الجزاء عليهم. ويتساءل متي يعود الأمن والأمان وال200 ألف جنيه ليعيدها إلي أهالي القرية, بعد ان تم القبض علي التشكيل العصابي المكون من: عبد الرازق رجب الكرش45 سنة بالمعاش من شبرا خلفون التابعة لمركز شبين الكوم, وابنه أحمد22 سنة, وفؤاد إبراهيم فؤاد20 سنة, وجمال محمد حسن47 سنة, وإبراهيم فؤاد عبد العزيز52 سنة من أشمون.