في البعيد هناك علي أطراف الوطن, في مناطق نسميها نحن الحدوديه, ويسمونها هم الديار, مواطنون لا يصرخون عندما تنقطع الكهرباء أو ينظمون الوقفات الاحتجاجيه عندما تنقطع المياه. ولكنهم يصبرون لأنها حياتهم ولأنهم يعرفون أن صرخاتهم لن يسمعها أحد, هناك بجوار الأسلاك الشائكه وفوق الرمال الملتهبه مصريون ولكنهم غرباء, أنماط حياتهم أبسط من البساطه, ولكنها أيضاغايه في التعقيد, كلما امتدت اليهم يد الرعايه الحكوميه, عوقتها الاجراءات الروتينيه, علي الحدود مواطنون أبطال يحمون الارض والعرض بوجودهم هناك كرموز للسياده المصريه علي أبعد شبر من أراضينا, رغم أن ذاكره المسئولين قد لا تستوعب مطالبهم المشروعه في حياه امنه مستقره, من الشرق في سيناء الي الغرب في السلوم وحتي الجنوب في اسوان وحلايب وشلاتين, يعيش بقيه أهلنا, مصريون ولكن مهمشون. أسوان عبارة متهالكة للوصول الي المنفذ الحدودي كتب ياسر أبو النيل: قريتا قسطل وادندان في الضفة الشرقية لنهر النيل في مواجهة مدينة أبو سمبل السياحية التي تبعد عن أسوان ما يقرب من300 كيلو متر جنوبا وللوصول إلي قسطل وادندان والمنفذ الحدودي الجاف يجب استخدام العبارة للانتقال من الضفة الغربية إلي الضفة الشرقية, وقريتا ادندان وقسطل علي الحدود مع السودان كان يقطنها أكثر من1000 شخص وأسرهم ومع قسوة الطبيعة وشظف العيش أغلقت قرية ادندان بالضبة والمفتاح! ومازالت الحياة تدب حثيثا في قرية قسطل التي يقيم بها الآن20 شخصا فقط من أبناء النوبة وضعف هذا العدد من أبناء العرب العبابدة في محاولة لإنشاء مجتمعات عمرانية مستقرة في ظل ظروف صعبة في مقدمتها العبارة القديمة المتهالكة التي تعتبر هي همزة الوصل بين الشرق والغرب, يقول الشاب كمال رمضان نوبي والدي من رواد تعمير قسطل وادندان منذ الثمانينيات حتي الآن إلا أن تذبذب منسوب المياه في بحيرة السد العالي عاق أعمال التوسع الزراعي وكذلك بعد المنطقة عن أبو سمبل وأسوان رفع من تكلفة نقل المحصول الزراعي لأسواق أسوان وقد بدأنا الزراعة عن طريق الري من مياه3 آبار تعطلت ولجأنا لإدارة العون الغذائي لإصلاحها ومازلنا نعيش ظروفا قاسية بين الحر القائظ نهارا والبرودة الشديدة ليلا. الشاب حمد عز الدين سكرتير جمعية ادندان وقسطل الزراعية وقال أشهرنا الجمعية بعد رحلة عذاب وتسلمنا من هيئة تنمية بحيرة السد العالي500 فدان تحت بند حق الانتفاع بغرض التمليك وننتظر من هيئة التعمير بوزارة الزراعة تمليك الأرض للجمعية التي تضم500 فرد وأسرهم لتعود الحياة لقري قسطل وادندان فنحن نعيش تحت خط الفقر وتنقصنا ماكينة كهرباء والرعاية الصحية ونطلب إنشاء مركز إسعاف يضم أمصال العقارب والثعابين. ويضيف الشيخ عوض الله صديق شيخ قبائل العبابدة بالمنطقة لقد فقدنا طفلا عريسا عمره7 سنوات عندما لدغه عقرب ولم نجد المصل لإسعافه ولم نستطع السفر به لأبو سمبل لعدم توفير العبارة ونعيش في ظروف صعبة ومعزولون عن العالم في أقصي الحدود ولا نجد أي مظهر من مظاهر الرعاية الاجتماعية أو الصحية وتقدمنا بأكثر من مذكرة بمطالبنا للمحافظ ورئيس الوزراء. المهندس عباس حزين مدير مشروع العون الغذائي لقد استجبنا لمطلب الأهالي علي الحدود بقسطل وادندان وننفذ حاليا مشروع تشغيل ورفع كفاءة الثلاث طلمبات من55 مترا/ ساعة الي100 متر/ ساعة بتكلفة300 ألف جنيه نسلمها لهم أول مايو والحل الجذري هو إنشاء محطة ري عائمة توفر المياه لزراعة الأراضي الصالحة بالمنطقة.