يترقب الكثيرون نتيجة مقامرة الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف بعد عودته فجأة إلي بلاده رغم تهديدات طالبان له بالقتل, تاركا وراءه نمط حياته المريح في منفاه في لندن و دبي. لم يخش مشرف قبل عودته من تراجع شعبيته في السنوات الاخيرة بسبب تأييده المستمر لسياسيات الولاياتالمتحدة, وخصوصا بعد موافقته علي المطالب الأمريكية بالسماح باستخدام الأراضي الباكستانية في العدوان علي أفغانستان التي رفضت تسليم أسامة بن لادن بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر2001. بل نجده يصر علي خوض الانتخابات الرئاسية التي ستجري في11 مايو المقبل في باكستان, والتي تعد الأهم في تاريخ البلاد حيث ستشهد انتقال السلطة من أول حكومة مدنية الي حكومة مدنية أخري. ولكن في هذه المرة سيكون التحدي الاكبر لمشرف ليس بعدد الأصوات التي سيجنيها, بل بقدرته علي البقاء علي قيد الحياة لفترة أطول قبل أن تهدر طالبان دمه. ويبدو أن مشرف كان مدركا تماما قبل عودته لكل هذه التهديدات, وكان الدليل علي ذلك تصريحاته الاولي بعد أن وطأت قدماه أراضي باكستان حيث قال إنه طلب حماية أمنية من الحكومة الباكستانية بالإضافة الي فريقه الخاص من جنود سابقين مختارين من وحدات الصاعقة بالجيش التي قادها بنفسه لنحو عقد من الزمان. وأكد أنه ليس قلقا علي حياته, قائلا إن الإرهابيين فشلوا مرارا خلال ال12 عاما الماضية في قتله, ولن ينجحوا لان الحظ دوما إلي جانب الشجعان. ويرجع تاريخ التحاق مشرف بالجيش الي عام1964 وظل يترقي حتي صار قائدا للجيش عام1998, وخاض حربين ضد الهند أولاهما عام1965 في ولاية البنجاب وتلقي نيشان البسالة, كما خاض الحرب الثانية عام1971, وكان قائدا للجيش الباكستاني أثناء القتال العنيف بين الهند وباكستان في1999 في مرتفعات كارجيل التي انتهت بانسحاب المقاتلين الكشميريين منها بضغط من رئيس الوزراء نواز شريف, واتهمت الهند باكستان في ذلك الوقت باختراق الخط الفاصل في حين نفت باكستان الاتهام, وفي12 أكتوبر1999 قاد برويز مشرف انقلابا علي نواز شريف علي خلفية اتهامه له بمحاولة إسقاط الطائرة التي كانت تقله قادمة من سريلانكا ثم عين نفسه رئيسا لباكستان بعد استفتاء شعبي في26 يونيو2001 إثر اتهام المعارضة السياسية له بفقدان الشرعية لتمثيل باكستان في لقاء القمة مع الهند, وقد أعاد انقلاب برويز الجيش إلي الحكم بعد غياب زاد علي عشر سنوات منذ موت الجنرال ضياء الحق في1988, وظل مشرف يشغل موقعه الرئاسي حتي أعلن في خطاب تليفزيوني في18 أغسطس2008 عن استقالته قبيل جلسة للبرلمان التي كان الائتلاف الحاكم يعتزم فيها مساءلته تمهيدا لعزله.