لماذا لا يتم تغيير اسم وزارة الأوقاف الي وزارة الدعوة والإرشاد الديني مثلا؟! إن الدور الأول والأساسي لهذه الوزارة هو حماية حرمة المنابر وتجديد الخطاب الديني, ومراعاة أحوال وأخبار ومتطلبات العاملين والأئمة, ومحاولة إطفاء نيران الفتنة التي تطل برأسها كل فترة زمنية سواء بفعل فاعل أو بحسب الأحوال.. أيضا الوزارة حاليا ترهق نفسها بمشاكل الأوقاف, وأعني بها الوقف الأهلي الذي ألغي منذ عام2591 ميلادية ولكن مشاكله لا تزال الي يومنا هذا, والوقف الخيري الذي يعاني منه المستحقون الأمرين بدلا من الخير الذي كان يجب أن يعود عليهم. الوزارة مشغولة بمشاكل الأرض الزراعية الموقوفة من حيث اعتراض المستأجرين علي تطبيق القانون عليهم, وتحصيل مستحقات الوقف التي يتفنن المواطن المصري في التهرب من أدائها, الوزارة تدير المستشفيات والمستوصفات, مراكز تعليم وتدريب وغيرها.. وتبيع الكتب والسيديهات,... نعم للوزارة هيئة تتبعها هي الأوقاف المصرية وظيفتها إدارة مال الوقف واستثماره, ووظائف أخري حيوية ومهمة, بخلاف المساهمة في شركات ومصانع وخلافه, لكنها في الأول والآخر تابعة للأستاذ الدكتور الوزير الذي يضيع وقتا طويلا من يومه ونشاطه في متابعة أعمالها وإعتماد محاضر جلساتها والتوجيه بزيادة استثماراتها, وحل مشاكل فقراء المسلمين, والتفكير الجاد في مشروعات لصالح العاملين في قطاع الأوقاف, وكلها أعمال تحتاج الي وقت طويل, وجهد زائد, والأهم الي متخصص في الاقتصاد والاستثمار حتي يتحقق الغرض.. لكن: اليست الوزارة لها وظيفة محددة, مهمة ومفيدة ومطلوبة خصوصا وسط الساحة التي تعج حاليا بالتيارات الدينية المتعددة؟! أوليست الدعوة الاسلامية هي صلب عمل الوزارة أمس واليوم وغدا؟ والمساجد تحتاج إلي تركيز شديد من السيد الوزير وكل المسئولين بدون استثناء, فالدروس ليست علي المستوي, ونظافة المساجد كذلك, والأئمة في غالبيتهم ليسوا مؤهلين, وعدد لا بأس به منهم يبحث عن لقمة العيش الإضافية ليعيش وأولاده عيشة شبه كريمة, الدورات التدريبية شكلية, والتفتيش علي المساجد والأئمة لا يقوم بدوره كاملا أو كما ينبغي.. كل ذلك وغيره يحتاج من الوزارة إلي التركيز علي الدعوة الإسلامية والإرشاد, بدلا من تفتيت الجهد والوقت والذهن في عمل ليس من ضروراتها الآن. وطبعا حدث ولا حرج عن قوافل التوعية في المدارس والجامعات والمصانع التي أصبحت غائبة, مما ترك الساحة لمعدومي الضمير وبائعي الدين والمتشددين والجهلاء, وكانت النتيجة شبابا يبحث عن معلومة صحيحة فلا يجدها عند مصدرها الأساسي الذي هو الوزارة. نعم هيئة الأوقاف تابعة للسيد الوزير, ولكنها هيئة متخصصة في اقتصادات مال الوقف وتنميته واستثماره ليحقق أقصي عائد لصالح الدعوة والدعاة, وهوما يستدعي تعزيزها بمجلس للإدارة قوي ومتخصص ولا يشترط أن يضم موظفيها أو العاملين بها أيا كانت وظائفهم ولكن المطلوب خبراء اقتصاد واستثمار علي أعلي مستوي, يبحثون جوانب جديدة للوصول الي أفضل عائد لمال الوقف.. وهنا الأفكار كثيرة والمشروعات الناجحة المماثلة عديدة وواضحة للجميع والدليل هو مصنع سجاد دمنهور وشركة المحمودية العامة للمقاولات.. المهم أن تصدق النوايا. فهل فكر الوزير جديا في ذلك الأختصاص, وعمل بكل جهده لإنجاح الدعوة الإسلامية والوصول بها إلي الأمل المرجو ولا يستمع للحواريين وأصحاب الأغراض الشخصية والمصالح المتعارضة ويجعل رضا الله تعالي فقط هو مبتغاه, لنري النجاح الذي ستحصده الوزارة باسمها وشكلها الجديد. المزيد من أعمدة سعيد حلوي