بدأ عمله مرشدا سياحيا وإختار اللغة اليابانية وتعلمها بالمركز الثقافي بالسفارة اليابانية بالقاهرة علي مدار ثماني سنوات, أحب اليابانيين فأحبوه وإختار شريكة حياته منهم.. ونتيجة للظروف الصعبة التي تعيشها السياحة في مصر بعد الثورة التي شارك فيها حزم حقائبه وسافر إلي طوكيو عاصمة اليابان وهناك بات حديث الناس وموضع إهتمامهم. أحمد جلال رئيس جمعية الصداقة المصرية- اليابانية, الفتي الأسمر القادم من الجنوب وبالتحديد من محافظة الأقصر التي حمل تاريخها وتاريخ مصر كلها في دفاتره وأوراقه يشرحها لليابانيين الذين يعشقون مصر وتاريخها وحضارتها.. أخذ يطوف المدن في بلاد الساموراي يلقي المحاضرات في المدارس والجامعات ويستمع له الناس هناك بإصغاء وتفرد له الصحافة اليابانية الصفحات وتختصه الإذاعة والمحطات التليفزونية بالمقابلات والأحاديث الثقافية حول تاريخ مصر القديم. وفي مدينة ناجويا اليابانية قابلته وإستمعت اليه وشاهدت احترام وتقدير اليابانيين له, عندما سألته عن حكايته.. كانت الإجابة علي لسان أحمد جلال الذي يبلغ من العمر35 عاما:أنا كنت مرشدا سياحيا تخصص ياباني بحكم أنني درست اللغة اليابانية التي أحببتها وصممت علي دراستها لمدة ثماني سنوات لمعرفتي بعشق الشعب الياباني لمصر وحضارتها وتاريخها.. وسافرت إلي اليابان أكثر من مرة قبل أن أستقر بها مؤخرا,وعندما حدثت ثورة25 يناير التي شاركت فيها لإيماني بحياة أفضل ومستقبل أحسن توقعت نشاطا أكبر للسياحة في مصر لكن لم يحدث وتراجعت السياحة بشكل مخيف فحزمت حقائبي وسافرت إلي اليابان وهنا أعمل مترجما من اللغة اليابانية للعربية و العكس. عندما وصلت إلي اليابان كانت هناك أحداث الزلزال الذي ضرب فوكوشيما ودمر مفاعلها النووي وعلي الفور فكرت في مساعدة أطفال هذه المدينة بعد أن علمت رفضهم الخروج من منازلهم أو مدارسهم خوفا من الإشعاع فذهبت إلي هذه المنطقة المنكوبة لمساعدة الأطفال وخدمة بلدي مصر وزرت مدرسة ابتدائية وألقيت محاضرة عن تاريخ مصر الفرعوني وتكررت زياراتي للمدارس وكان الأطفال يستمتعون بالمحاضرات. ويكمل أحمد جلال كلامه قائلا: هذه الزيارات أردت لها أن تأخذ شكلا رسميا فقمت بتأسيس الجمعية المصرية- اليابانية بمدينة فوكوشيما التي لاقت ترحيبا واسعا من جانب المسئولين اليابانيين, فإتسع نشاط الجمعية في معظم المدن اليابانية من خلال الزيارات وإلقاء المحاضرات وإقامة المعارض في النوادي الثقافية والمدراس والجمعيات الأهلية وتعريف الشعب الياباني بمصر والحضارة المصرية القديمة والعادات والتقاليد والملابس ووجدت إهتماما غير عادي من جانب الحكومة اليابانية وأعضاء البرلمان الياباني الذين يوجهون الدعوات إلي لإلقاء المحاضرات وشرح التاريخ المصري القديم لاسيما أن الشعب الياباني مولع بمصر وتاريخها وحضارتها والمحاضرات التي ألقيها يتم نشرها في بعض الصحف اليابانية, وأعتبرهذا شيئا رائعا وجميلا لوطني,فأنا هنا لخدمة مصر وحضارتها والمحاضرات التي يتم نشرها في الصحافة اليابانية تسهم في تنشيط السياحة اليابانية الي مصر. وأضاف أحمد جلال قائلا: منظمة اليونيسكو بمدينة فوكوشيما وجهت لي الدعوة لإلقاء محاضرة ضمن برنامجها الذي سوف تنفذه في المدينة في يونيو القادم, وأقوم حاليا بالتجهيز والإعداد لمعرض كبير للصور المصرية في مايو القادم وسوف يطوف بعض المدن اليابانية وذلك بدعم من السفارة المصرية في اليابان والمركز الثقافي المصري في طوكيو وهيئة تنشيط السياحة, فضلا عن دعم عزت سعد محافظ الأقصر الذي ساعدني كثيرا في تجهيز هذه الصورة من مدينة الأقصر لاسيما أن هوايتي هي التصوير.