أخذ منها الله عز وجل نعمة القدرة علي الحركة, ومنحها بدل منها الكثير من المواهب مثل الرسم والكتابة وحب مساعدة الآخرين من خلال مشاركتها في الأعمال التطوعية.. تملأ قلبها مقولة الروائي العالمي باولو كويلو التي قرأتها في روايته الخميائي متي أخلص الإنسان لهدفه صارت الدنيا طوع بنانه, لذلك هي مصرةعلي الإخلاص في جميع أعمالها الفنية حتي تطوع الدنيا وتحقق حلمها بإقامة معرض كبير يصبح حديث كل الناس. التقت صفحة صناع التحدي ببنت مدينة السويس الباسلة يمني علي صاحبة ال19 ربيعا التي تدرس في الفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة السويس, للتعرف عن قرب علي أحلامها التي تتمني تحقيقها في القريب العاجل.. وقبل أن نبدأ في حديثنا, بادرتنا يمني قائلة: منذ صغري وأنا لا أستطيع الحركة وأجلس علي كرسي متحرك, وذلك لم يؤثر مطلقا علي حالتي النفسية حيث منحتني أسرتي الحب والاهتمام أكثر من أخوتي الأصحاء وهذا عوضني عن إعاقتي كثيرا, من مظاهر اهتمامهم تشجيعي علي الرسم والكتابة عندما لمسوا حسي الفني في المرحلة الابتدائية من خلال مشاركتي في المسابقات الفنية التي حصلت فيها علي جوائز وشهادات تقدير عديدة. ومرت طفولتي ومرحلة المراهقة علي هذا المنوال بين الدراسة والرسم وكتابة الخواطر والمقالات والنثر إلي أن حصلت علي الثانوية العامة بمجموع كبير وكان حلمي أن ألتحق بكلية التربية قسم اللغة الانجليزية, ولكن القانون وقف حائلا بيني وبين تحقيق حلمي, وبعد أن تم قبولي في كلية التربية تم إجراء مقابلة معي وعندما شاهدوني علي كرسي متحرك رفضوا التحاقي بحجة أن القانون يمنع المعاقين من الالتحاق بكلية التربية ولم يكن أمامي أي اختيار آخر سوي كلية التجارة, وقتها قررت أن أفكر بشكل عملي وأقنعت نفسي بدراسة اللغة الانجليزية دراسة حرة عن طريق الكورسات. وتضيف يمني: في العام الأول واجهتني مجموعة من الصعوبات أهمها أن مرافق الجامعة ليست مهيأة للمعاقين وأردت أن أكون ايجابية وطالبت بحقي في وجود منحدرات واستجابت إدارة الجامعة لطلبي وأنشأت المنحدرات مما سهل حركتي داخل الحرم الجامعي, وإلي جانب الدراسة أحب العمل الميداني لذلك عقب تنحي الرئيس السابق أقام مجموعة من الشباب هايد بارك بالسويس علي غرار الموجود في لندن وقتها, شعرت أنني لابد وأن يكون لي دور في المشهد السياسي لذا شاركت مع هؤلاء الشباب حيث قمت بعمل مجموعة من الرسومات وأيضا شاركت في تكريم أمهات الإبطال شهداء بورسعيد, ولكن هذه المشاركات لم تشبع طموحي لان حلمي أن تصل موهبتي للمسئولين في الدولة, ومن أجل ذلك أنشأت صفحة( يمني علي)علي الفيس بوك حتي تكون نافذتي للوصول إلي المجتمع, وبدأت أعرض من خلالها لوحاتي وكتاباتي وكان رد الفعل قويا فقد وصلني العديد من الرسائل التي تقر موهبتي من بينهم فريق فرسان الذي يقيم أنشطة ليدعم ذوي الإعاقة, ولكن لم أتمكن من الاشتراك معهم لأن نشاطهم في القاهرة فقط. وعن أحلامها للمستقبل تقول يمني: أحلم أن يلتفت المسئولون في وزارة الثقافة إلي موهبتي ويدعموني حتي تري النور من خلال إقامة معارض فنية للوحاتي التي ساتحد بها العالم, ولن أفقد الأمل في هذا الحلم وسأبذل كل جهدي وطاقتي حتي يتحقق حلمي ودائما اذكر نفسي ب( تري فوكس) وهو من أهم الشخصيات التي تحدت الإعاقة حيث أصيب بسرطان في قدمه وقرر أن يقهر هذا المرض فجال بأنحاء كندا وجمع تبرعات لصالح المرضي بالسرطان وبعد وفاته أصبح هناك ماراثون كل عام في كل أنحاء العالم يسمي ماراثون( تري فوكس) يقام بهدف جمع تبرعات لمرضي السرطان.. وفي أشد لحظات المحنة أتذكر مقولة الروائي العالمي باولو كويلو في روايته الخميائي( متي أخلص الإنسان لهدفه صارت الدنيا طوع بنانه) وسأظل أخلص في كل أعمالي حتي أصل إلي أحلامي.