{ مخطئ من يظن أن كلمة الحب مكانها فقط قصائد العشاق وأغنيات الشوق والحنين, أو أنها مجرد كليمات معسولة تتداولها بطاقات ورسائل المراهقين. فالحب مازال نبض الحياة وقلبها الدافئ.. يعيش فينا وبيننا تنعكس آثاره علي انفعالاتنا وتواصلنا مع الآخرين.. ومازلت في كل مناسبة أذكر حبي لأمي الغالية ووالدي العطوف الكريم واللذين سقيا بحبهما روحي وقلبي حتي شعرت بكون هذا الحب, وكأنه رذاذ أبيض اللون يملأ صدري ونفسي.. أتنفسه وأحيا فيه كأجمل ماتكون الحياة.. فالأم التي تعبت وسهرت وحملت في أحشائها جنينا جاء إلي الدنيا لينكر ألم عنائها أو يعقها أو لا يشعر بوجودها وفضلها فقد خسر خسرانا مبينا وافتقد بحق كلمة البنوة.. (أمي).. هل تذكرين طفلك البريء الذي كنت تداعبينه يوما ليبتسم في حجرك.. انه يتمني اليوم أن يقبل يديك وقدميك وجبينك عرفانا بفضل لا مثيل له ولاشكر يؤدي حقه مهما حاول أو فعل.. مهما هجرت دفئك وحنانك إلي مسافات قد تبدو بعيدة فأنت مازلت هنا ملء العين والقلب.. إليك أبث مشاعري وفي حديقتك أغرس نبت أيامي الجديدة.. أشكو لواعج صدري وافترش عند قدميك أحزاني وهمومي.. وأقول لك بدموعي التي تغرق سطوري: عذرا( أمي) الغالية عذرا.. فكل كلمات الدنيا وقواميس لغاتها تقف عندك صامتة عاجزة.. فوصفك يعجز كلماتها ومصطلحاتها.. ورسمك يسمو فوق معانيها.. تشعر بضآلة تعبيراتها أمامك مهما بلغت من رونق وجمال وبلاغة.. أشعر كلما نظرت إلي البحر بشطآنه الممتدة الواسعة انه لايسع دفئك الانساني ولا قلبك الكبير. نعم( أمي).. مازلت أذكر عينيك اللتين كانتا تسبران أغواري وتعرفان مكنونات نفسي تنمان عن حكمة فذة سقتها أيام تعبك وسهرك من أجلي.. روتها وصاياك لي بحب الخير للناس ودفء كلماتك الحلوة التي تطرب سمعي بالدعاء لي دوما هي ذخري وسندي في الدنيا.. قلبك الأبيض الرقراق الذي يتحفني بحب وحنان بلا حد أو نهاية يغمرني ويحميني حتي من نفسي.. دعواتك بحب الناس لي مازلت أجد صداها في طريقي ودربي.. أتذكر دعواتك تلك فأجدني سابحا بلا قارب ولا شطآن في عالم سام وواقع جميل.. أطوف معك فأشعر أن دنياي كلها لا تحوي مشكلة أبدا, وأنها تحولت في لحظات معدودة إلي مدينة فاضلة.( الأم) هي المحضن الساكن والنبع الفياض عاطفة ومحبة يجود الله بها علي الأبناء والأزواج حتي يدركوا فضله ومنته.. فلله درك يا أمي يا مهجة الفؤاد.. فإليك وإلي كل أم سلاما حارا من القلب إلي القلب.. إلي قلبك البريء الطاهر الذي يسع كل القلوب.. إليك بعد طول هذا العمر باقة عطرة من أجمل زهور الدنيا.. أضع علي جبينك تاج الكرامة.. أقلدك وسام الاحترام ونوط الشرف... أمنحك رتبة من نوع خاص.. لتكوني أول امرأة في الدنيا تحمل هذه الرتبة عن جدارة واستحقاق.. رتبة ملاك.. محمود سليمان مهندس مدني [email protected] ص