تعتبر مصانع الطوب هي أحد المصادر الرئيسية لتلوث الهواء في القاهرة الكبري, فهي مسئولة وبشكل مباشر عن ضخ أطنان من الملوثات الخطرة فيما تصدره من انبعاثات المازوت المستخدم لتشغيل الأفران, ونشر هذه الملوثات في هواء المناطق المحيطة بها مسببة الأمراض الخطيرة ومهددة لصحة ملايين المواطنين في هذه المناطق. وعلي الرغم من تبني الحكومة لمشروع استبدال الوقود المستخدم إلي الغاز الطبيعي بديلا للمازوت في منطقة عرب أبو ساعد بالصف وهي إحدي أهم معاقل صناعة الطوب باعتبار الغاز الطبيعي أقل خطورة ويحد من المشكل بشكل كبير إلا أن المشروع الذي جري تنفيذه ببطء شديد ظل متعثرا إلي أن أصيب بالشلل التام, وما زالت الانبعاثات المحملة بالسموم تنطلق بشكل دائم في سماء القاهرة الكبري. القضية يشرحها الدكتور رفعت عبد الوهاب الخبير البيئي والمدير السابق للبيئة والتكنولوجيا ومبادرة التغيرات المناخية الممولة من هيئة المعونة الكندية عام2001 حيث قام بتصميم وإعداد منظومة تحويل50 مصنعا للطوب الطفلي بمنطقة عرب أبو ساعد بجنوبالقاهرة لتعمل بالغاز الطبيعي بدلا من المازوت بمنحة قدرها5 ملايين دولار. وبناء علي نجاح المشروع التجريبي تقدمت المجموعة الكندية للتنمية الدولية بمشروع قومي ونجحت في تسجيل كمشروع آلية التنمية النظيفة(CDM) من خلال بروتوكول كيوتو للتغيرات المناخيةالتابعة لللأمم المتحدة بعد كفاح مرير مع كل من وزارة البيئة ووزارة البترول لمدة4 سنوات بدون مبررات. وتبرز الأهمية الشديدة للمشروع من أن تحويل مصانع الطوب للعمل بالغاز الطبيعي يخفض من السموم الكيميائية الخطيره التي تطلقها نتيجة استخدام المازوت كوقود للحرق بنسب تزيد علي90% والتي تسبب أمراض السرطان وأضرارا كبيرة علي وظائف القلب والجهاز التنفسي وغيرها من الاثار الصحية الخطيرة, حيث ان كل مصنع ينبعث منه ما يزيد علي ألف طن سنويا من33 ملوثا عضويا من ملوثات الهواء الجوي الناتجة عن احتراق المازوت والتي تدمر التربة الزراعية والبيئة الحيوانية بالاضافة الي خفض نحو1450 طن اسنويا من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري, أما علي الجانب الاقتصادي فان التحول للعمل بالغاز يخفض تكلفة وقود التشغيل بنسبة50% اي ما يوازي800 ألف جنيه سنويا للمصنع الواحد, كما ان تحويل200 مصنع بالغاز سيوفر علي خزانة الدولة نحو مليار ونصف من قيمة دعم المازوت كما جاء علي لسان المهندس سيف الاسلام عبد الفتاح رئيس الشركة المختصة بالتنفيذ وعلي الرغم من علم الجميع بفوائد تحويل المصانع فإنه بعد مرور خمس سنوات كاملة من تحويل50 مصنعا للعمل بالغاز الطبيعي بدلا من المازوت في منطقة عرب ابو ساعد جنوب مدينة حلوان والتي تعد اكبر تجمع لمصانع الطوب بمصر, مازال أصحاب أكثر من200 مصنع آخر بنفس المنطقة يعانون من البطء الشديد في إجراءات تحويل مصانعهم, ولم يتم تحويل مصنع واحد ليعمل بالغاز الطبيعي, علي الرغم من مشاركة أصحاب تلك المصانع في المشروع من خلال مشروع التحكم في التلوث الصناعي التابع لوزارة البيئة والذي بموجبه يتعين علي الشركة المختصة إجراء متطلبات تحويل المصانع للعمل بالغاز الطبيعي من شبكات توزيع الغاز الخارجية والداخلية حتي الحراقات بنظام تسليم المفتاح, و قبول اصحاب المصانع للمقايسات العالية التي فرضتها عليهم الشركة بالمقارنة بأسعار تحويل ال50 مصنعا الأولي, حيث لم تلتزم الشركة بالجدول الزمني للتنفيذ الذي كان من المقرر الانتهاء من تحويل كافة المصانع طبقا له في أغسطس2011 فمتي يتم الانتهاء من تشغيل تلك المصانع بالغاز الطبيعي حتي يتخلص سكان القاهرة الكبري علي مشكلة استنشاق هذه السموم التي تعتبر احدي مسببات السحابة السوداء وتوجيه الدعم الموجه في استخدام تلك المصانع للمازوت الي مجالات اخري أكثر نفعا للمواطن المصري.