تعد مصانع الطوب الأحمر بالفيوم والتي تنتشر في أراضي المحافظة بؤر شديدة الخطورة للإصابة بالسرطان فما ينتج عن عملية إحراق الطوب بالمازوت كاف لتدمير صحة الإنسان وإصابته بالعديد من الأمراض وأخطرها السرطان, هذا بالإضافة إلي تدمير البيئة المحيطة بالمصنع من أراض زراعية مما يؤدي إلي ضياع وتلف المحاصيل الزراعية فتلك المصانع هي عبارة عن سرطان أحمر يدمر كل من حوله. وتضم الفيوم19 مصنعا للطوب الأحمر منها17 بمركز سنورس ومصنعان بمركز طامية وتعد هذه المصانع من أقوي مصادر الأمراض والتلوث بالمحافظة وسبب الضرر للكثير من المواطنين الذين أصيبوا بأمراض أو المزارعين الذين تقع أراضيهم بالقرب من تلك المصانع مما يصيب المحاصيل بالتلوث والتلف. وقد قررت محافظة الفيوم إلغاء العمل بحرق الطوب بالمازوت المتسبب في الضرر الإنساني والبيئي وتوصيل الغاز الطبيعي لتلك المصانع لمعالجة جميع العمليات الملوثة والمسببة للأمراض داخل تلك المصانع, ولتوفير عنصر الأمان لجميع العاملين في مصانع الطوب فالغاز الطبيعي هو البديل الأكثر حفاظا علي صحة الإنسان والبيئة المحيطة. ولكن عند الاجتماع بأصحاب تلك المصانع لعرض الأمر عليهم لتحويل مصانعهم للعمل بالغاز الطبيعي وتكلفة ذلك التي تصل إلي ما يقرب من875 ألف جنيه بعد تقديم دعم حكومي قدره30% انقسم أصحاب المصانع بين مؤيد ومعارض خاصة أن هناك بعض أصحاب المصانع يستأجرون الأرض المقام عليها المصنع مما يجعل هذا الوضع الجديد عبئا عليهم بالإضافة إلي عدم ازدهار هذه التجارة في الفترة الأخيرة بالفيوم علي حد قول بعض أصحاب المصانع حتي الآن لم يتغير الوضع ولم يتقدم أحد لتحويل مصنعه إلي الغاز الطبيعي ليحرر نفسه من جريمة تلويث البيئة والاضرار بصحة الإنسان. بينما شدد محافظ اليوم علي إلزام أصحاب هذه المصانع بتحويلها إلي غاز طبيعي بعد تقديم التسهيلات والدعم لهم ولكن إلي الآن مازالت المصانع تعمل بالمازوت. بداية يقول سعد عبدالحميد رمضان( فلاح) بمركز سنورس إنه يملك قطعة أرض بجوار أحد مصانع الطوب ويشتكي من عوادم المصنع التي تؤثر علي ما يقوم بزراعته من محاصيل وتصيبها بالتلف هذا بالإضافة إلي ما تسببه مخلفات مصانع الطوب من ضرر بالغ علي التربة الزراعية للأراضي المجاورة لتلك المصانع. ويضيف أشرف رجب محمود( مدرس) من مركز سنورس أن مصانع الطوب بالفعل مصدر للتلوث منذ سنوات ونحن نتعرض لهذا التلوث وأصبنا بالعديد من الأمراض الصدرية المزمنة ولذلك يجب تحويل كل هذه المصانع لتعمل بنظام الغاز الطبيعي للحفاظ علي صحة المواطنين. كما انقسم أصحاب مصانع الطوب بين مؤيد ومعارض لهذا المشروع وقد يكون عدد المعارضين هو الأكثر حيث أوضح عدد منهم أن تكلفة تحويل المصنع من المازوت إلي الغاز الطبيعي هي مليون و800 ألف جنيه ويتم تقديم دعم ليصبح إجمالي التكلفة875 ألف جنيه فقط وهو ما اعتبروه تكلفة تفوق قدرتهم المادية نظرا لما يدفعونه كنظير لايجار الأرض المقامة عليها المصانع. وأكد عويس سعيد مدير عام هيئة شئون البيئة بالفيوم أنه تم الاتفاق مع الشركة القابضة وشركة غاز الفيوم علي توصيل الغاز الطبيعي لمصانع الطوب بالإضافة إلي توصيل الغاز للمنازل وتشمل المرحلة الأولي60 ألف منزل في قري ومدن طامية وسنورس وذلك لتقليل تكلفة توصيل الغاز إلي مصانع الطوب حيث بلغت تكلفة توصيل الغاز للمصنع الواحد مليونا و250 ألف جنيه, بالإضافة إلي مساهمة وزارة البيئة بمقدار30% من قيمة التكلفة تسدد منها20% في بداية التعاقد و10% عند تشغيل المصنع بشرط أن يكون المصنع مرخصا من الجهات المعنية بالمحافظة والبيئة, وبذلك يتحمل صاحب المصنع875 ألف جنيه فقط لتوصيل الغاز وذلك علما بأن أقل مصنع يستهلك شهريا ما يزيد علي95 ألف جنيه قيمة المازوت المستخدم في عملية حرق الطوب هذا بالإضافة إلي كمية السموم والملوثات التي تصدر عن هذه المصانع. ويشير عويس سعيد إلي أنه في إطار التسهيل علي أصحاب المصانع لحثهم علي تحويل مصانعهم من المازوت إلي الغاز الطبيعي تم الاتفاق مع أحد البنوك الخاصة لتمويل المشروع بحيث يحصل كل صاحب مصنع علي المبلغ الخاص بالتطوير لادخال الغاز وهو875 ألف جنيه بفائدة بسيطة2.5% فقط وهي أقل فائدة مشيرا إلي أن وحدة التلوث الصناعي بوزارة البيئة والاتحاد الأوروبي يقومون بمنح دعم المصانع والمنشآت الصناعية الملوثة للبيئة لتحويلها إلي نظام تشغيل آمن يحافظ علي البيئة قدره30% من إجمالي تكلفة تحويل نظام التشغيل, وذلك في إطار الاهتمام المستمر من جانب وزارة البيئة للقضاء علي جميع الصناعات الملوثة للبيئة والتي تنفت سمومها لتشويه وتدمير البيئة المحيطة. كما قال إن الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم شدد علي ضرورة التزام جميع أصحاب المصانع لتحويل نظام التشغيل بالمصنع من المازوت إلي الغاز الطبيعي منوها إلي أنه سيتم إلغاء ترخيص المصانع التي لم يبادر أصحابها بتوصيل الغاز بعد توفير المحافظة التسهيلات التي انتهت بمبلغ875 يتم تقسيطها بفائدة2.5% وهي أقل فائدة, وذلك بعد أن كان مبلغ تحويل نظام التشغيل بالغاز الطبيعي مليونا و800 ألف جنيه وهو الأمر الذي بذل فيه محافظ الفيوم جهودا كبيرة للقضاء علي التلوث والحفاظ علي صحة المواطنين والأراضي الزراعية المجاورة لتلك المصانع الملوثة.