كتب - د. محمد عناني: أذهلنا بل أفجعنا في جامعة القاهرة, أم الجامعات العربية الحديثة, تطاول أحد السلفيين عليها بأقوال غير صحيحة, تزعم أنها أنشئت لهدم الشريعة الاسلامية, ولو كانت هذه الفرية قد قيلت في سياق دعاية انتخابية بعيدة عن العيون ما أصابتنا بهذا الهلع, إذ أنها قيلت داخل حرم الجامعة نفسها وعلي مرأي ومسمع من طلابها الكرام, والمؤسف أن يسمح بذلك لهذا المتحدث الذي لايتأسي بالسلف الصالح ولاينبغي أعتباره من أنصار أسلافنا العلماء الذين وضعوا أسس العلوم العربية التي نهل منها الغرب في عصر نهضته المعروفة. المؤسف حقا أن يقيم تعارضا بين العلم الحديث والدين, والدين يدعو إلي العلم, ولو رجع إلي من يزعم انتماءه اليهم لوجد انهم أول من يدعون إلي الأخذ بأسباب العلم والتقدم. لقد أثبتت جامعة القاهرة علي امتداد تاريخها المشرف أنها المدرسة التي أحكمت الجمع بين الدنيا والدين, وأخرجت الأجيال التي أصبحت منارا للرشاد في هذا وذاك معا, وستظل بإذن الله مهما يقل أدعياء السلفية. دنيا الثقافة {{ الكاتب هو شيخ المترجمين العرب الذي ترجم معاني أجزاء كاملة من القرآن الكريم وتم تكريمه أخيرا بعد فوزه بجائزة خادم الحرمين الشريفين.