هل يمكن للذبابة ان تحجب بجناحيها ضوء الشمس؟! مستحيل ذلك ولو علي سبيل الخيال. كذبة كبري عشناها جميعا طوال عقود طويلة مضت وهي أن الشريعة من الصعب تطبيقها في العصر الحديث كذبة كبري عشناها طويلا وهي ان جمهور الناس والعوام لن يقبلوا الاسلام كحل أو بديل للمناهج الغربية الحاكمة. كذبة كبري عشناها طويلا تقول إن العلمانية هي باب التقدم والرفاهية, كذب ووهم طويل قاده الإعلام وآليات الحكم السابق المختلفة في مصر وغيرها لتضليل الناس حتي كدنا نحن المثقفين ان نصدق, فقد ذكرت النظرية الألمانية في الإعلام ان الترويج للفكرة ولو كانت ضلالا يقتضي تكرار الكذب فقالت النظرية إكذب.. إكذب حتي يصدقك الآخرون, هذه النظرية لها اصل في القديم وهي نظرية المرجفين وهم مثيرو الفتن والضلالات والأكاذيب والأراجيف وهذا ما فعله الإعلام المعاصر وظل يروج لها طويلا ولا غرابة في ذلك فهذا هو الصراع بين الحق والباطل وهذا صراع الأيدلوجيات بين الاسلام والغرب حيث رصدت المؤسسات الغربية المليارات لهذا الغرض واعتبرته اسبق واهم وأولي من الحروب المسلحة, حيث يدخل ذلك في مصطلح الحروب الناعمة كما يذكر الساسة, وخصصت تلك المؤسسات جزءا كبيرا من هذا المال في العالم الإسلامي, خاصة مصر ونال الإعلام النصيب الاكبر من هذه المنحة الشيطانية المشبوهة فبات الإعلاميون المتكسبون ينسجون للناس أثواب الوهم خاصة بعد ان اكد الشعب المصري رغبته الكبيرة في الحكم الإسلامي كما أشارت إلي ذلك نتائج الانتخابات البرلمانية في مرحلتيها الأولي والثانية وهنا ازداد سعار المرجفين من الإعلاميين فباتوا يكيدون بليل للشريعة فسمعنا من يقول ماذا ستفعل الشريعة في أهل البكيني وكيف ستحل الشريعة مشكلة الأقباط وما هو الحل في الشريعة( للحبيبة) التي تمتليء بها الشوارع والحدائق وكيف ستحل الشريعة مشكلة السياحة والسائحين والتماثيل وكيف بنا نعيش في جو بعيد عن الفن والباليه والموسيقي والخمور! أسئلة كثيرة أثارها المرجفون لا أري فيها إلا إثارة الفتن ومحاولة تعطيل مسيرة الديمقراطية وتعطيل ركب السفينة المصرية ثم الوقوف بكل بجاحة امام ارادة الشعب الهادرة التي قالت بأعلي صوتها وبكل طبقات الشعب المثقفة والبسيطة والفقيرة والغنية نحن نريد الإسلام وهذا هو بيت القصيد. هؤلاء الإعلاميون المرجفون تربوا علي كراهية الفكر الإسلامي ورضعوا من ثدي الليبرالية والعلمانية وعاشوا علي دولاراتهم وعطاءاتهم السخية فباعوا دينهم وتلك هي اجنداتهم. بداية نقول لهؤلاء وأمثالهم إن الإسلام منهج حياة جاء ليصلح الإنسان والمجتمع في كل مناحي الحياة صغيرها وكبيرها بدءا من كيفية الطعام وانتهاء بالحكم ومؤهلات الحاكم, ونحن الآن في مصر نعيش قضايا مصيرية تهددنا وتكاد تعصف بنا إذا لم نواجهها وجعلناها في أولويات اهتمامنا مثل الرئاسة والدستور ومجلسي الشعب والشوري والإنتاج والبطالة والتعليم والعلاقات الخارجية والصراع العربي الإسرائيلي وغيرها من القضايا المصيرية الضخمة والتي يختذلها اعلام المرجفين في البكيني الذي لا شأن له ولاقيمة ويجب ألا ينظر إلي هذه المشكلة لتفاهتها وحقارتها وضآلتها, حيث لايمثل اهل البكيني واحد في المليون وهن محصورات في اماكن خاصة محصورة وملفوظة ومكروهة من قبل عامة الشعب ومع ذلك يريد المرجفون ان يجعلوها القاعدة والأساس في الحوار وقضايا المهتمين ويشغلوا الناس بها اقول: إن الإسلام منهج حياة وما كان الإسلام إلا للصلاح والإصلاح وأني له إذ يصادر حرية الناس إلا إذا أضرت بالآخرين في القضية الأساسية الأولي وهي تطبيق الحدود في الشريعة الإسلامية ونقول وبكل ثقة وفخر نعم لتطبيبق الشريعة ونعم لتطبيق الحدود لأن كل من يفهم ويدرك فقه التطبيق ومآلات الحدود ومقاصدها يقول ذلك لأن الأصل في الشريعة ليس تطبيق الحدود وفي حد ذاتها وإنما الإصلاح وردع الفاسدين والمفسدين والمجرمين الذين أصروا علي إجرامهم ولا أدل علي ذلك من منهج النبي صلي الله عليه وسلم في( ارجاع) الزاني الذي جاء للنبي صلي الله عليه وسلم يقول له: هلا ضاجعت هلا قبلت هلا كذا هلا كذا في محاولة لإثناء النبي صلي الله عليه وسلم له من قوله وكأن النبي صلي الله عليه وسلم يبحث له عن مخرج ليستره ولايقيم عليه الحد, إن القرون الثلاثة الأولي لم يقم فيها حد السرقة إلا6 مرات امثلة كثيرة تؤكد ان الأصل في الشريعة هو الاصلاح العام وشيوع الرحمة والتشجيع علي التوبة وستر المعاصي وليس كما يدعي المرجفون ان الشريعة سوف تقتحم البيوت وتكشف الأستار وتفتش عن كل مذنب أو شارب خمر لتقيم عليه الحد هيهات هيهات وأني لمنهج الاسلام ان يكون كذلك. لم تعرف مصر عبر تاريخها الطويل ما سماه المرجفون بالفتنة الطائفية فقد عاش المسلمون والنصاري إخوانا متحابين في الوطن ولا غرابة في ذلك فإن بر المسيحي في الإسلام عبادة قبل ان يكون عادة فقد أوصانا الله تعالي بهم خيرا وقال( أن تبروهم وتقسطوا إليهم) وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم( من آذي ذميا فأنا خصيمه يوم القيامة) أو كمال قال صلي الله عليه وسلم فحقوق المسيحيين مكفولة في الدين ومحفورة في الفطرة المصرية ولاينبغي ان تطرح بل إن الأنبا شنودة أكد ذلك في أكثر من موضع ولايثير مثل هذه القضية إلا عميل يريد ان يخرق صف المصريين وأن ينال تماسك هذا الوطن وقوته وهذا دين المرجفين أصحاب الأجندات. يقولون: إن السلفيين سيجعلون من مصر طالبان جديدة خاصة في تحطيم التماثيل والقضاء علي السياحة ورد عليهم فقيه السلفيين الأول الدكتور محمد عبدالمقصود وقال إن الصحابة حين دخلوا مصر لم يحطموا التماثيل في إشارة الي ان السلفيين المقتدين بالصحابة لم يفعلوا ذلك, ولكن المرجفين لم يصدقوا وأصروا علي التضليل. قالوا إن السلفيين سيفرضون النقاب علي كل امرأة ورد عليهم الشيخ عبدالمنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم السلفية قال: النقاب امر مختلف فيه ولم يقل بوجوبه إلا الحنابلة أما بقية المذاهب لم تقل بوجوبه ولهذا لا تستطيع السلفية أن تفرضه. ماذا عسي السلفيون أن يقولوا بعد ذلك؟ إن المرجفين لن يرضيهم إلا فشل التيار الإسلامي وتخلف مصر عن ركب الحضارة والتقدم ووقف مسيرة الديمقراطية وإرادة الشعب ومنطق الصندوق لأن ذلك ببساطة سيكشفهم ويفضح خططهم ويبين حقيقتهم وضئالتهم وفشلهم كلما أوقدوا نارا وأطفأها الله وأشعلوا فتنة وأخمدتها رحمة السماء نراهم مع ذلك لايكفوا عن ابتداع كل ما من شأنه تعطيل مسيرة الخير فمن ا لدستور أولا إلي وثيقة السلمي إلي المجلس الاستشاري إلي الفتنة الطائفية في أطفيح وماسبيرو إلي السفارة الإسرائيلية ووزارة الداخلية المصرية والوقفات السخيفة الاحتجاجية إلي وإلي وإلي.. ثم أخيرا وبعد ان فشلت هذه المحاولات وأخمدت بفضل الله كل هذه النيران نراهم يحاولون يائسين وبائسين النيل من الشريعة والمنهج الإسلامي فأني للذبابة أن تحجب بجناحيها ضوء الشمس. [email protected] المزيد من مقالات إسماعيل الفخراني