أراد بان كي مون بزيارة مقديشو قبل أيام أن يثبت للعالم أن الحكومة الانتقالية الصومالية استعادت بمساعدة قوات حفظ السلام الافريقية التي تمولها الأممالمتحدة السيطرة علي الأمن وانتصرت علي متمردي الشباب المجاهدين بطردهم من العاصمة..لكن عدم اعلانه عن الزيارة قبل أن يفاجيء بها العالم وارتداءه سترة واقية من الرصاص والمعركة الضارية التي خاضتها قوات الحكومة مدعومة بالقوات الافريقية في ثلاثة أحياء شمال المدينة قبل وصوله بساعات تؤكد عكس ذلك. فبالرغم من اضطرارهم للانسحاب من مقديشو في أغسطس الماضي فمازال مسلحو الشباب موجودين في بعض الجيوب ويشنون من وقت لآخر هجمات موجعة وعمليات انتحارية ويقاتلون بضراوة القوات الحكومية والافريقية فيها والكينية بالجنوب والاثيوبية في الغرب. لاشك أن الزيارة تدعم حكومة شيخ شريف الضعيفة ولكن من السابق لأوانه القول ان الشباب انهزموا أو ان الحكومة أصبحت متمكنة من السيطرة علي الأوضاع لأن نفوذها لم يتعد العاصمة حتي الآن, ولولا القوات الافريقية لسقط نظام حكم شريف عقب توليه السلطة قبل أربع سنوات تحت ضرباتهم وحلفائهم من الحزب الاسلامي. غير أن تفاؤل بان كي- مون, وهو أول سكرتير عام للأمم المتحدة يزور الصومال منذ ثمانية عشر عاما بعد بداية الأزمة بسنتين, له بعض الأساس.فقوة الشباب ضعفت نتيجة الضربات التي تلقوها من القوات الافريقية قي العاصمة والاثيوبية في الغرب والكينية في الجنوب وطائرات بدون طيار تنطلق من المحيط الهندي في الشرق.والدليل علي ذلك اضطرارهم للانسحاب من مقديشو للمرة الأولي منذ أربع سنوات وفرار بعضهم من الجنوب والغرب تحت ضربات الكينيين والاثيوبيين. لكن الاجهاز عليهم تماما يتطلب عملية عسكرية مشتركة طويلة ومنسقة بين القوات الحكومية الصومالية و الافريقية والاثيوبية والكينية مدعومة بمعلومات استخباراتية وطلعات وربما ضربات جوية أمريكية وفرنسية من القاعدتين الأمريكية والفرنسية في جيبوتي المجاورة والسفن الغربية المرابطة أمام الساحل الصومالي وقطع امدادات المال والسلاح عنهم من الخليج واريتريا. وربما جاء اعلان كينيا موافقتها علي ضم قواتها في الجنوب لقوات حفظ السلام الافريقية ووعد جيبوتي بارسال قوات لتعزيزها وتعهد اثيوبيا بدعمها بمثابة خطوة أولي علي طريق تحقيق هذا الهدف. المزيد من أعمدة عطيه عيسوى