تشير الدلائل الي فوز كبير سيحققه الإسلاميون( الاخوان والسلفيون) وانهم سيحتلون مقاعد الأغلبية في مجلس الشعب, ولايمكن لأحد أن يتغاضي عن ردود الفعل المتباينة تجاه هذا الفوز.. فأقباط مصر لايخفون قلقهم, وكذلك الليبراليون والمثقفون, وطوال أيام لم ولن تهدأ المناقشات حول ماسيكون وماينبغي أن يكون.. وبإعتباري مسلما وسطيا مثل أبي وأمي وأهلي تجاذبت بداخلي الآمال والمخاوف ولكني لن أتزحزح عن موقفي الثابت وهو القبول بالنتائج والانصياع لرأي الأغلبية انتظارا لما ستسفر عنه التجربة التي لن أتقاعس عن دعمها إذا رأيتها تحقق مايصبو إليه هذا الشعب الكريم من أمن وعدالة ورفعة, كما لن أتقاعس عن التصدي لها اذا رأيتها تؤدي الي غير ذلك.. كان ولايزال عندي يقين من أن هذه المنطقة سائرة حتما الي الاسلاميين, بإعتبار أن الاسلام هو المكون الرئيسي لوجدان الغالبية العظمي من الناس في منطقة الشرق الأوسط من أفغانستان وحتي المحيط الأطلنطي, وأن الناس في هذه المنطقة سيعطون أصواتهم للتيار الاسلامي ليس من قناعة بمن يمثلونه, ولكن عن اقتناع وإيمان بالمثل والفكرة.. الناس هنا يعطون اصواتهم للحلم بعدالة عمر بن الخطاب, ولا أظنهم يعطونها لهذا أو ذاك من رموز السياسة الحاليين من أخوان أو سلفيين, وما أرجوه أن يكون هؤلاء الساسة الاسلاميون عند حسن ظن شعوبهم, فيحققوا العدل ويسيروا علي نهج عمر الخليفة العادل, المتفتح, القادر علي التعامل مع معطيات عصره والدنيا من حوله. كنت ومازلت أتمني أن يدرك التيار السياسي الديني أن الدنيا تغيرت كثيرا, وأنها ستتغير أكثر مما نتوقع, وان الاسلام يملك من المرونة مايؤهله للتعامل مع كل الظروف, وكل أشكال وأجناس وأفكار وديانات البشر, تعامل فيه تعاطي مع الآخرين, نأخذ منهم ونعطيهم, ولا ننغلق علي انفسنا فنفقد أهم مافي الاسلام, وهو قدرته علي التكيف والتعامل مع الواقع المعاش. كنت ومازلت اتمني ألا ينجرف الساسة الاسلاميون الي قضايا الفقه الخلافية, وأن يركزوا علي قضية التنمية والعدل التي هي صلب أوليات الفكر الاسلامي الحقيقي, فلا داعي للانخراط في الكلام عن ملابس النساء والرجال والمسلسلات والأفلام وما الي ذلك من الكلام الذي لا جدوي منه الآن, فنحن في محنة تتطلب من الجميع العمل, وهم في اختبار عليهم أن ينجحوا فيه ويثبتوا بالعمل انهم جديرون بالثقة التي أولاهم إياها الشعب. ياساسة الإخوان والسفليين, نحن لسنا في حاجة الي الفتاوي فكل منا يعرف عن دينه مايكفيه, واذا أراد المزيد فلديه من المصادر مالا يحصي ولا يعد من كتب ومحطات إذاعة وقنوات فضائية ومنابر, وقبل كل هذا وذاك لديه قلب سيفتيه اذا حافظ عليه نقيا كما خلقه الله.. ياساسة الإخوان والسلفيين, لقد خرجتم الي النور فأهلا وسهلا بكم.. هيا ونحن معكم نريدها أمة محترمة ونريده وطنا محترما يضم الجميع ويعدل بين الجميع مسلمين وأقباطا وليبراليين.