تحقيق - وليد عبداللطيف: مع قرب نجاح المنتخب الأوليمبي في التأهل لدورة الألعاب الأوليمبية بلندن2012 وبروز عدد من العناصر الطيبة والمبشرة في صفوفه, بدأ الحديث يتردد في الأوساط الكروية عن مدي إمكانية الاعتماد علي أبناء الجيل الصاعد بقوة من اللاعبين الجدد الذين مثلوا مصر في كأس العالم للشباب بكولومبيا. وبدأت الأصوات تطالب بالتغيير ومنح الفرصة للاعبين الجدد لإثبات أنفسهم في المنتخب الوطني الأول, خاصة أن العام المقبل سيكون حافلا بالنسبة للمنتخب الوطني.. ففي فبراير سيبدأ الفريق التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الإفريقية2013 بمواجهة إفريقيا الوسطي, وفي يونيو سيبدأ الفريق رحلة التأهل لكأس العالم..2014 مصلحة المنتخب الوطني, هل هي في الاستمرار في الاعتماد علي الجيل الذهبي الذي حقق إنجازا تاريخيا بالحصول علي كأس أمم لإفريقيا ثلاث مرات متتالية, أم في الدفع بجيل جديد من اللاعبين علي حساب الجيل الحالي؟. ولصعوبة هذا السؤال وحساسيته, فإن أصحاب الخبرة وحدهم هم القادرون علي الإجابة عليه.. الدكتور طه إسماعيل الخبير الكروي المعروف لا يؤمن بوجود مصطلح جيل قديم وجيل جديد ويقول أن الإمكانات هي الأساس, بمعني أن أي فريق متكامل يجب أن يتوافر لديه عنصري الخبرة والشباب وأحدهما فقط لا يكفي ولا يغني عن الآخر, ويجب علي أي مدير فني أن يراعي هذه المسألة جيدا وأن يحرص علي خلق نوع من التفاعل بين الأجيال في فريقه. ويؤكد الدكتور طه إسماعيل أنه بالنسبة لمنتخب مصر الأول فإن الفريق يمتلك من المقومات التي تجعله قادر علي تجاوز المرحلة الحالية بكل سهولة لأن هناك لاعبين مميزين وليهم خبرات دولية كبيرة ومازالت أعمارهم تحت ال30 عاما مثل عماد متعب وأحمد المحمدي وشيكابالا وحسني عبد ربه, فإذا تم التعامل مع هذه المجموعة من اللاعبين علي أنهم أساس لمنتخب المستقبل فيمكن أن يقوم الأمريكي بوب برادلي بالاستعانة بمجموعة من اللاعبين الذين قدموا أداء طيبا في الفترة الأخيرة مع منتخبي الشباب والأوليمبي, وهنا سيتحقق مبدأ تفاعل الأجيال داخل الفريق. أما بالنسبة للاعبين الذين تعدت أعمارهم ال30 عاما في المنتخب فيري الدكتور طه أنه من الخطأ الإستغناء عنهم دفعة واحدة, لأنه إذا كان الهدف هو التأهل لبطولة كأس الأمم2013 وكأس العالم2014 فإنه من الواجب ضمان التأهل أولا قبل التفكير في الأسماء التي ستمثل مصر في البطولتين, وضمان التأهل أولا يعني وعدم الإطاحة بالأعمدة الرئيسية دفعة واحدة ليس من باب الحفاظ علي تاريخ هؤلاء اللاعبين وتقدير عطائهم للمنتخب فقط, بل من باب الحفاظ علي استقرار الفريق, ويمكن للمدير الفني أن يستغل مباريات التصفيات في الدفع بالبدائل تدريجيا لإكسابها الخبرة وتكوين صف ثان حتي يحين موعد التغيير الشامل لأن التغيير أصبح حتميا. أما محسن صالح الخبير والمحلل الكروي والمدير الفني الأسبق للمنتخب, فيري أنه لابد من الاعتراف بحقيقة أن منتخب مصر أصبح يضم عددا كبيرا من اللاعبين كبار السن, وأن الاستمرار في الاعتماد عليهم يمثل إهدارا للوقت والمال والجهد لأنهم لن يكونوا موجودين في2014 بحكم السن والقدرة علي العطاء, لكن من الناحية الأخري سيكون من الظلم أن تتم الإطاحة بكل اللاعبين لأن هناك مجموعة وصلت لقمة النضج وتتمتع بسن مناسبة وتستطيع مواصلة المشوار بما لديها من خبرات وإمكانات, وبالتالي فإن الإطاحة بجيل كامل من اللاعبين أمر مرفوض تماما. ويرجع محسن صالح أسباب الفشل في التأهل لكأس الأمم الإفريقية إلي سببين, الأول هو إرتفاع متوسط أعمار الفريق والثاني هو تشبع اللاعبين بالبطولات بعد انجازاتهم غير المسبوقة, وبالتالي فإن عدم إتخاذ قرار التغيير سيؤدي إلي نفس النتيجة التي تحققت في التصفيات. ويري صالح أن علي الجهاز الفني للمنتخب أن يحدد المراكز التي تحتاج لتغيير ثم يبحث عن أفضل البدائل المتاحة في المنتخب الأوليمبي باعتباره منتخب الأمل للكرة المصرية. ويشير محسن صالح إلي أن برادلي وجهازه الفني في ورطة كبيرة لأنه تولي المسئولية في وقت أصبح التغيير فيه حتميا, كما أن الظروف المحيطة ببرادلي غير مواتية لأنه لا يوجد لديه وقت لكي يقوم بتجميع اللاعبين وعمل معسكرات إعداد ولعب عدد مناسب من المباريات الودية بسبب طول الدوري وتعدد الارتباطات وزيادة عدد فرق الدوري إلي19 فريقا, إضافة لأن برادلي جاء في وقت التسليم والتسلم بين الأجيال لذلك فهو مدرب غير محظوظ.. واعتبر محسن صالح أنه كان من الواجب أن يقوم اتحاد الكرة بوضع خريطة وتصور لما يريده من المنتخب الوطني ثم يقوم بوضع تصوراته ورؤيته للمسابقات المحلية بناء علي خريطة المنتخب, لكن الذي حدث هو العكس وبالتالي فسيتعين علي برادلي أن يقوم بوضع برامجه بناء علي ما هو متاح من توقفات للمسابقات المحلية. طارق العشري المدير الفني لفريق حرس الحدود يري أن الخيارالأمثل حاليا هو القيام بعملية تجديد دماء للمنتخب لأن متوسط الأعمار صار مرتفعا, لكن في الوقت نفسه فإن الحفاظ علي الناضجين ممن هم دون ال30 عاما أمر ضروري, وأكد العشري أنه كان الواجب القيام بتجديد دماء المنتخب بعد كأس الأمم2010 فكانت النتيجة أن الكبار هم الذين خاضوا تصفيات2012 فحصدنا الفشل, والمطلوب الآن خطوة جريئة. أما عن عدم وجود مساحة زمنية أمام برادلي لعمل معسكرات والتواصل فنيا مع اللاعبين, فيري العشري أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو اعتماد الجهاز الفني علي مباريات الدوري لإعداد اللاعبين ثم التركيز علي المجموعة التي يري برادلي أنها قادرة علي تنفيذ فكره في الملعب, وذلك لعد تشتيت جهوده وتضييع وقته.