لا حديث يعلو الآن فوق الحديث عن الاوسكار والصدمة الذي أحدثها لفيلم أفاتار للمخرج جميس كاميرون لحساب فيلم خزانة الألم لطليقة كاميرون وهي المخرجة كاترين بيجلو . حيث إن أفاتار الذي كان مرشحا ل11 جائزة أوسكار مع لحظة الاعلان عن الجوائز لم يفز إلا بثلاث من ال11 جائزة ليس هذا فقط بل وغير مؤثرة بعكس فيلم خزانة الالم الذي حصد من خلال آلامه علي أهم ستة جوائز أوسكار حتة واحدة أهمها جائزة أحسن اخراج لمخرجته لتكون أول سيدة في تاريخ الأوسكار تحصل علي هذه الجائزة هذا يعد في حد ذاته حدثا كبيرا ليس للمرأة في امريكا فقط بل وعلي مستوي العالم كله ويبدو أن المرأة عندهم اتنصفت *وأعتقد أن ما أصاب الناس بالصدمة خاصة عندنا من هذه الجوائز ليس راجعا الي أهمية فيلم افاتار الذي يعد بحق تحفه فنية بكل ما تحمله الكلمة سواء علي مستوي الصورة او الاخراج او في استخدام المعارك العسكرية التي جاءت في هذا الفيلم جديدة ومتفوقة علي كل المعارك الي تقدم الآن في مثل هذه النوعية من الأفلام عالية التكاليف وفيلم افاتار يعرض حاليا في مصر بعكس فيلم خزانة الألم الذي لم يعرض بعد ولكن يعرض علي النت, المهم أن الصدمة لم تكن فقط بسبب الظلم الذي تعرض له رغم تفوقه الفني ولكن لأن أفاتار قالها صراحة ومباشرة أن امريكا تتدخل في شئون أي دولة وإن لم ترضخ هذه الدولة فأنها تقرر غزوها علي الفور, أما خزانة الالم لم يفعل ما فعله افاتار ولم يناهض سياسة امريكا في حربها مع العراق بل علي العكس صور الفيلم الجنود الامريكان وركز علي معاناتهم في العراق اثناء الحرب واظهرهم ياحرام بأنهم المغلوبون علي أمرهم المنكسرون امام الاشرار العراقيين وطبعا أسقط الفيلم عمدا وليس سهوا عدم احقية وجود هؤلاء الجنود أصلا علي أرض العراق لذلك جاء الفوز من نصيبه بينما أفاتار الذي كان غبي ووقف امام الطوفان السياسة الامريكية كذلك استبعد من الجوائز إلا من ثلاث جوائز يتامي لا تثمن ولا تغني من جوع وأدي جزاء اللي مايسمعش كلمة من اللي ماما امريكا تقولها! * ومن العالمية نعود الي المحلية, وكانوا قديما يقولون إن الاغراق في المحلية يؤدي الي العالمية, كانوا.. أما الآن فالاغراق في المحلية لا يوصلنا الي أي شيء وكيف يوصلنا ونحن نغرق نغرق نغرق.. هذا ليس مجرد كلام.. بل الحقيقة كل الحقيقة فهل يستطيع أحد ما أن يقول لنا أين هي السينما الآن؟.. فتحديدا وبعد فيلم رسائل البحر أنقطع الكلام عن السينما وان كان هناك كلام فإنه يكون مجرد أخبار وكلها للأسف لاتخرج عن توقف تصوير الفيلم هذا او تأجيل ذاك, بينما الأخبار الحقيقية تتعلق بالمسلسلات الرمضانية ويبدو أن المسلسلات هي التي ستحل محل السينما حاليا ومستقبلا بدليل الطوفان المقبل منها للعرض في رمضان! *دليل آخر يؤكد أننا سنكون في عصر التليفزيون لا السينما هو هذا الكم الهائل من هجرة نجوم السينما الي التليفزيون بمن فيهم نجومها وسوبر ستارها والهجرة من السينما للتليفزيون لن تقتصر علي نجومها فقط ولانجماتها بل ومخرجيها حيث ان خالد يوسف ووائل احسان واحمد البدري وسامح عبد العزيز وغيرهم من مخرجي السينما سيكون لهم نصيب في تليفزيون رمضان لهذا العام, حتي أفلامنا السينمائية سيحولنها الي مسلسلات والنية تتجة حتي الآن الي ثلاثة من هذه الأفلام واهمهم العار يعني مش قادرين يدخلوا التليفزيون بفكر جديد فعملوا مثل التاجر لما يفلس وراحوا يبحثوا عن أفلام مهمة عاشت معنا. واستخسروا فينا ان نعيش علي ذكراها فراحوا يفسدوا جمالها ويحولوها الي مسخ تليفزيوني وبعد كل ذلك تقوللي إنه- فيه- سينما ياخي سلامات ياسينما! * كنت أنوي بل ونويت بالفعل إلا اكتب عن موضوع ان جومانا مراد رئيسة لجنة تحكيم في مهرجان مسقط السينمائي حتي لا أتهم بأنني ضدها لاسمح الله, ولكن لأن الله يعلم بسلامة نيتي جاءت بلدياتها سوزان نجم الدين وعبرت عما كان في مكنون نفسي من ناحيتها عندما قالت في ندوتها عن مسلسلها مذكرات سيئة السمعة إنني لا أعرف أحدا اسمه جومانا مراد, والحمد الله تكون بذلك جت من القريب ومجتش مني!