كان مرة في واحد ويتبسم الجميع استعدادا لسماع النكتة.. لاتستهن بالنكتة, فأنت تستطيع ان تؤرخ للحياة السياسية المصرية من خلالها, فهي تعبير ساخر وأحيانا لاذع, عما يعانيه الشعب أو يكابده من واقع أليم وذلك بالابتسامة التي هي راحة نفسية له, حين يعز البكاء. وتعتمد النكتة المصرية علي التورية الخفيفة التي تفصح عن واقع, أو بالمداخلة بين شيء وضده حين تصعب التفرقة بينهما, أو بالمفاهيم الذكية التي تكشف عن باطل أو عن شيء خفي. وهي أي النكتة وجهان لعملة واحدة, بحسب نوعية الحاكم, فإما أن يتدبر الحاكم الحكيم النكتة فيتلافي ما تنطوي عليه من نقد, أو يتجاهلها الحاكم غير الحكيم, فلا تكون إلا وبالا عليه, فهي ألسنة الحق أقلام الحق. والنكتة المصرية, تضرب في بطون التاريخ منذ العهد التركي حين كنا نحن المصريين من رعايا الدولة العثمانية, ومرورا بالعصر الملكي ثم بالحقبة الجمهورية الناصرية والساداتية, وأخيرا في عهد مبارك حيث تقول النكتة, إن الرئيس بعد أن تفقد المصانع في6 أكتوبر وفي أثناء عودته ليلا شاهد مصنعا ضخما من بعيد تتلألأ انواره فسأل عمن يكون صاحب هذا المصنع فقيل له انه للمحروس ابنك جمال, فقال الرئيس الواد ده عفريت كل ده من مصروفه. ويقول الإنجليز ان في لغتهم الإنجليزية اطول كلمة, دون كل لغات العالم وهي كلمةSMILES ان يبتسم, لان بين حرفS الأول الأخير ميل والميل كيلومتر وشوية, ولأن لافتة ابتسم موجودة في كل مكان عندهم فهم دائما مبتسمون ولأنهم كذلك فهم طويلو الأعمار علي نحو ارهق ميزانية الدولة والتأمين الصحي في شراء الدواء والأجهزة التعويضية, وعندما سئل الموسيقار محمد عبدالوهاب عن رأيه في الأغنية الحديثة, قال إنها نكتة ولأن من حق كل واحد ان يغني دون موهبة, فمن حقه أيضا ان يقول النكتة حتي لو ماكانش عنده موهبة, ومن حقي أنا أيضا ان اقولها, كبير المساجين في ليمان طرة, لما شاهد رئيس وزراء ورئيس مجلس شعب ووزراء مساجين, اقترح علي المسئولين تغيير اسم ليمان طرة إليقاعة كبار الزوار..فتحي سرور حين هل علي زملائه المحابيس استقبلوه بنشيد ما قبل الثورة فتحي سرور ياويكه ياأستاذ البوليتيكا.. أحنا بنحبك حب الفرخة للديكا مع الاعتذار لمؤلف هذا النشيد القومي الدكتور علي لطفي رئيس وزراء مصر الأسبق.. ابتسم لحلاوتها, وابتسم لبواختها, ابتسم دائما, فإذا ابتسمت فأنت فيلسوف وأيضا طويل العمر!.. فأنا وهذا ماشاء الله احبو نحو التسعين! هذه الدعوة إلي الابتسامة للدكتور سعد واصف من مصر الجديدة, ولاشك ان الابتسامة تريح الأعصاب, وتعكس الرضا والفرحة علي الوجوه, علاوة علي ان التبسم في وجه الآخرين صدقة, إذ يقول الحديث النبوي الشريف تبسمك في وجه اخيك صدقة.. هيا بنا نبتسم, فالحياة كلها شقاء ودون الابتسامة لن نستطيع ان نتحمل متاعبها.