ردا علي رسالة الفرصة الأخيرة المنشورة ببابكم الكريم, الأسبوع الماضي, أنا والد الزوجة التي ذكرها صاحب المشكلة وهو مهندس يقيم بالسعودية, وهو صادق في كل كلمة قالها, وصدقتكم فيما قلته ردا عليه. أنا أب أبلغ من العمر تسعة وستين عاما لدي ولد واربع بنات كافحت كما يكافح أي أب مع زوجة قاسمتني الحياة بحلوها ومرها, تخرج ولدي وثلاث بنات من الجامعة والأخيرة في السنة النهائية من الجامعة والمتخرجون متزوجون, والحمد لله تدرجت في عملي من أول السلم حتي نهايته وخرجت الي المعاش, وبعد ثلاث سنوات خرجت زوجتي هي الأخري الي المعاش وأقول لك العبد يفكر والله يدبر الأمر, الزوجة صاحبة الفرصة الأخيرة كانت في السنة الأولي بإحدي كليات القمة واختها في الثانوية وقلت في نفسي آن الأوان لأرتاح بعد عناء عمل لمدة أربعين عاما الا انني أفاجأ بأن احدي الشركات الاستثمارية تطلبني بالاسم للعمل بها براتب لم أحلم به ومازلت بها منذ عام2005 لأن تخصصي وخلقي وطهارة يدي وعفة لساني رأس مالي, لأن الله عصمني من أن أقبل قرشا خلاف راتبي سواء في هذه الشركة أو التي عملت بها أربعين عاما. لن اطيل عليك تخرجت ابنتي وتزاحم من يخطب ودها ويدها وكان صاحب الرسالة, وكما ذكر هو بنفسه.. لم أبخل عليهما بشيء, وتم الزفاف وأحسست أنا وأمها انها تتألم وهي في شهر العسل ولم تفصح بشيء ثم بدأت المشاكل تطفو علي السطح حتي في شهر رمضان الكريم لم تسلم منه, ثم سافر الي عمله وتوترت العلاقة بعد السفر وبدأت تشكو تصرفاته لأخوتها لان والدتها مريضة وطريحة الفراش ثم فوجئنا بحضوره يعتذر لها عما بدر منه خلال الفترة السابقة وحاولنا وضغطنا علي ابنتي ان تتجاوز هذه الفترة وتبدأ صفحة جديدة, وسافر مرة أخري الي عمله ولم يمض اسبوع علي سفره إلا وتوترت العلاقة بينهما, وهنا وجدت ابنتي تطلب الطلاق وتصر عليه واستمعت لها وحاولت ان أقول لها إن بداية الزواج تحدث الخلافات في وجهات النظر وحضر مرة أخري ليقدم لها اعتذارا الا انها رفضت وبإصرار, فقلنا لها لابد أن نعرف الحقيقة فوجدنا كما من الاهانات والألفاظ التي يخجل الانسان من ترديدها, فعرضنا الأمر علي والديه حتي ان هناك من الألفاظ ما كان حياء ابنتي يمنعها من ترديدها أمام اخوتها فطلبنا منها ذكرها لوالدته حتي تعلم, وهنا انفجرت الأم في ابنها تذكره ان هذه الأفعال ما كان يفعلها والده, زد علي ذلك ضرب والدته أمام أولادها وهم أطفال, حاول الأب والأم اصلاح ما أفسده الابن الا ان ابنتي رفضت ذلك وقالت انه منذ بداية شهر العسل يهينها والمرة القادمة سوف يطيل يديه عليها, والدته تحملت الكثير من ابيه لأجل أولادها الثلاثة, هي تريد ان تلحق نفسها قبل ان تحمل منه. طلب العقلاء من الأهل والأقارب هدنة ستة أشهر لمراجعة النفس عسي ان يكون خيرا وطلب بعض من أهلي ان اصطحب ابنتي واقوم انا وهي بأداء مناسك العمرة ليفعل الله أمرا كان مفعولا, وتشكو ابنتي زوجها الي الله أمام الكعبة ووافقت دون تردد وقلت سوف أصحب معي والدتها لو استطاعت حيث انها طريحة الفراش وشقيقتيها الكبري والصغري لعلها تكون رحلة خير وبركة علينا. أرجو ان تقول له أنه برغم ما حدث فالاسرة تكن له كل حب لان به من الصفات الكثيرة الحسنة ماعدا تشبهه بوالده في سرعة الغضب وخروج كلمات من فمه ثم بعدها يعتذر. ابنتي تحملت ما لا طاقة لها به, وكان علي ان أسأل وأتفحص عن الأسرة وانني كنت أحاول دائما مصالحتها في أي مشاحنة في فترة الخطبة. كما أرجو ان تقول له موعدنا بعد اداء العمرة فإن قبلت الرجوع اليك خير وبركة وان لم تقبل فعليك واجب مقدس ان تطلقها وتسرحها بإحسان كما يقول الدين ولك كل شيء اشتريته فسوف نتركه بالشقة وما اشتريته انا حق ابنتي ولن نطلب منك شيئا, وحذار من التسويف, وسوف تكون يا سيدي شاهدا علي ذلك لأنني سوف الجأ الي القضاء لأرفع قضية خلع وأكون راضيا بما يحكم به الله والقضاء. سيدي.. أحييك علي أمانتك وموضوعيتك وحسن تربيتك لأبنائك.. وأعرف جيدا إحساس الأب عندما يجد ابنته تعاني في حياتها الزوجية, خاصة إذا أحس بالتقصير لأنه لم يسأل ويبحث عن العريس وأصله وسلوكه وطباعه هو وعائلته.. وهذا واجب علي كل أب أو مسئول عن أسرة, فهناك أشياء إن عرفت في بدايتها قد تصبح مبررا لعدم إتمام الزواج أو علي الأقل تساعد علي مواجهة عيوب الطرف الآخر وإصلاحها قبل الزواج. سيدي.. إذا كنت قد عزمت علي إتمام العمرة بإذن الله, فلتكن فرصة لتصفو النفوس بالدعاء الي الله أن يفرج الهم ويرفع الكرب ويختار لابنتك ما فيه الخير, وطالما تري في هذا الشاب صفات حسنة, ومازال له محبة في قلوبكم فلتدع ابنتك الفاضلة, أن تحاول منحه فرصة أخيرة مبتغية مرضاة الله بألا توقع أبغض الحلال, ولعلها تجد في بعض الرسائل المنشورة اليوم وخاصة الدرس القاسي ما يدفعها إلي التأني في اتخاذ قرار الطلاق, فربما تكون السعادة مختبئة في الأزمة, وأن ما يحدث قد يغير انسانا إلي الأفضل, خاصة انه من الواضح مقدار حبه لها. فهل تفعل؟. أما إذا أصرت علي موقفها بعد العمرة, ولم تجد في نفسها أي قدرة علي الاستمرار, فلا أعتقد ان زوجها سيجبرها علي الاستمرار في الحياة معه رغما عنه وسيكون كريما كما كنتم معه منذ البداية, ويسعدني أن أكون كما طلبت شاهدا معكم, وإن كنت أتمني ذلك علي الخير والسعادة لا علي الطلاق والفراق, فإلي لقاء قريب بإذن الله.