اكد وزير الخارجية السيد محمد كامل عمرو ان موقف مصر من الازمة السورية الحالية يتمثل في وقف العنف فورا وان حل الازمة لايكون امنيا او عسكريا ولكن الحل يكمن في التفاوض ويجب اشراك جميع الاطراف في عملية صنع مستقبل سوريا والاستجابة لمطالب الشعب السوري المشروعة. واضاف في تصريحات خاصة لمراسل الاهرام قبيل الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الاسلامي الذي عقد ظهر امس الاربعاء في جدة ان موقف مصر يتمثل في الاساس بناء علي المبادرة العربية التي خرجت بها جامعة الدول العربية التي تطالب بوقف العنف وسحب المظاهر المسلحة من المدن وبدء حوار مع جميع الاطراف للوصول الي حل لمايحدث من سفك للدماء. واضاف وزير الخارجية ان مايهمنا هو ان يكون الحل في اطار عربي بدون تدخل خارجي والحفاظ علي وحدة الاراضي السورية والاستجابة في الوقت نفسه لتطلعات الشعب السوري المشروعة مؤكدا ان مصر ضد التدويل للازمة السورية وايضا الجامعة العربية تسعي للتدخل لمنع التدويل وحل الازمة في الاطار العربي.ومن جانبه جدد أكمل احسان أوغلو, الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي, رفض المنظمة لتدويل أو التدخل العسكري لحل الازمة السورية, وحرص المنظمة علي التوصل الي حل توافقي داخل البيت المسلم. وحصلت الاهرام علي مشروع البيان الختامي للاجتماع الطاريء الذي حضره لاول مرة وليد المعلم وزير الخارجية السوري ونظيره الايراني علي اكبراصلاحي ووفود من32 دولة عربية واسلامية رغم ان اللجنة التنفيذية للمنظمة تضم7 وزراء بمافيهم دولة المقر( السعودية) الا انها كانت مفتوحة العضوية لكل الذين يرغبون في المشاركة من اعضاء المنظمة البالغ عددهم57 دولة. بينما رأس وفد المملكة العربية السعودية وكيل وزارة الخارجية السعودية الامير تركي بن محمد بن سعود الكبير ولم يحضر وزير الخارجية الامير سعود الفيصل. وفسر البعض عدم حضور الفيصل لايصال رسالة امتعاض من الموقف السوري خاصة فيمايتعلق بالهجوم علي السفارة السعودية بدمشق من بعض السوريين دون حماية للسفارة السعودية اسوة بماتفعله الرياض بالسفارة السورية. ويتضمن مشروع البيان الختامي الذي حظي بتوافق الدول الحاضرة في الاجتماع واعتراض كل من المندوب السوري والمندوب الايراني في الاحتماعات التحضيرية علي مستوي نواب الوزراء القلق البالغ ازاء الوضع المتردي في سوريا وعميق الاسف ازاء الخسائر في الارواح والممتلكات وحث السلطات السورية علي التوقف فورا عن استخدام القوة المفرطة ضد المواطنين السوريين واحترام حقوق الانسان والوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في ميثاق منظمة التعاون الاسلامي وذلك لتجنيب البلاد خطر التدويل ومايرافق ذلك من عواقب وخيمة من شأنها ان تهدد الامن والاستقرار في سوريا وبقية بلدان المنطقة. كما حث مشروع البيان الحكومة السورية علي الوفاء بالتزاماتها من خلال القيام بعملية الاصلاح والاستجابة للتطلعات والمطالب المشروعة لابناء الشعب السوري ودعا الاجتماع كافة الاطراف السورية الي نبذ اساليب العنف واللجوء للوسائل السلمية المتمثلة في الحوار والمفاوضات لتسوية الازمة واكدت اللجنة التنفيذية للاجتماع مجددا التزامها القوي بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة اراضيها ورحبت بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية من اجل التوصل لحل سلمي للازمة السورية ودعا الاجتماع السلطات السورية للتخفيف من حدة المعاناة الانسانية في المناطق المتضررة والسماح بدخول الهيئات الانسانية الاسلامية والدولية وطلب الاجتماع من الامانة العامة متابعة الوضع في سوريا ورفع توصياتها لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون ونددت بالهجمات التي تستهدف المرافق التابعة للسفارات والبعثات الدبلوماسية الاجنبية في سوريا وحثت السلطات السورية علي النهوض بمسئوليتها كماينبغي من اجل حماية البعثات الدبلوماسية طقا للقانون الدولي. وكان الوفد السوري والايراني تحفظ علي العديد من فقرات مشروع البيان الختامي في اجتماعات التمهيد لاجتماع وزراء الخارجية الذي شارك فيه ايضا وزير خارجية تركيا ووزير خارجية قطر. وكان الاجتماع الوزاري قد بدأ بمقر المنظمة في الثالثة ظهر امس رغم انه كان مقررا له الواحدة ظهرا نتيجة لتأخر وصول وزيرا خارجية تركيا وقطر الي الاجتماع. حيث القي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي البروفيسور اكمل الدين احسان اوغلو كلمة في الافتتاح حث فيها علي تكريس الجهود لبحث وتدارس الوضع الخطير في سوريا والتوصل لتوصيات ومقترحات من اجل تجاوز الازمة السورية. وعقد الاجتماع برئاسة وزير خارجية كازاخستان. وفي أنقرة أعلن أحمد داود اوغلو وزير خارجية تركيا حزمة من العقوبات ضد سوريا مؤكدا أنها لن تطال الشعب السوري, وتتضمن تعليق التعاون الاستراتيجي بين البلدين ووقف حسابات الحكومة السورية بالبنك المركزي التركي وفرض رقابة صارمة علي الحوالات المالية, وتجميد حسابات المسئولين السوريين الذين ارتكبوا جرائم ضد شعوبهم في المصارف التركية ومنع سفر الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته.وأضاف أوغلو أن بلاده لن تسمح بمرور أي شحنات أسلحة عبر اراضيها إلي سوريا, وكذلك وقف القروض الممنوحة للحكومة وإيقاف التعاملات التجارية, وأنه سيتم تقليص رحلات الطيران المدني لسوريا. وفي ختام مؤتمره الصحفي أمس بالعاصمة أنقرة أكد أوغلو أن النظام السوري تعمد تضييع العديد من فرص الحل وأنه وصل إلي نهايته. وفي تصعيد آخر: قال دبلوماسيون أوروبيون وعرب ان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة من المتوقع ان يدين سوريا بارتكاب جرائم بحق الانسانية في جلسة خاصة يعقدها يوم غد.وقال الدبلوماسيون ان مشروع القرار يهدف ايضا الي ممارسة ضغوط علي الصين وروسيا كي تتخذا موقفا أقوي من حكومة الرئيس بشار الاسد.واضافوا ان ما يزيد علي20 من الدول الاعضاء في المجلس المؤلف من47دولة تؤيد عقد جلسة خاصة للمجلس بهذا الشأن.وقال السفير البريطاني بيتر جودرهام لرويترز هذا المسعي تقوده المجموعة العربية الي حد بعيد. بعض السفراء العرب يشعرون بنفس القدر علي الاقل من القلق الذي تشعر به دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وربما أكثر.واضاف لا شك في ان القرار سيكون مشددا للغاية في جلسة الجمعة. فكل الهدف منه هو ممارسة اقصي ضغط يمكن لمجلس حقوق الانسان ان يمارسه. وقال دبلوماسي عربي في جنيف طلب عدم الكشف عن اسمه التأييد العربي موجود,و دول مجلس التعاون الخليجي الثلاث الاعضاء في المجلس- وهي قطر والكويت والسعودية- والاردن, وانا واثق في ان ليبيا ستكون معنا ايضا.واضاف مشيرا الي الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الهدف منه ان يكون أداة لتحرك لاحق في نيويورك.ويدين مشروع قرار لمجلس حقوق الانسان اعده الاتحاد الاوروبي وحصلت عليه رويترز الانتهاكات المستمرة والجسيمة لحقوق الانسان والحريات الاساسية التي ترتكبها السلطات السورية علي نطاق واسع وبشكل منهجي.وقال الدبلوماسي العربي القرار سيتم تبنيه قطعا لا شك في ذلك فهو يحظي بتأييد واسع.ويوصي مشروع القرار ان تدرس الجمعية العامة للامم المتحدة تقرير لجنة التحقيق وان تحيل التقرير الي مجلس الامن لدراسته واتخاذ الاجراء المناسب.ويملك مجلس الامن سلطة احالة بلد الي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. ومن جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن سوريا تتجه نحو أزمة انسانية علي ضوء استمرار أعمال العنف والقمع التي يمارسها النظام منذ شهور طويلة ضد شعبه. وقال جوبيه في جلسة البرلمان الفرنسي مساء أمس الأول إن الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية وتركيا يجب ان يعملوا معا بشأن كيفية توصيل مساعدات إنسانية إلي سوريا,مشيرا مع كل يوم يمر نقترب أكثر من أزمة انسانية كبيرة في سوريا.وأضاف سأطلب من الاتحاد الاوروبي خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية غدا أن يجمع بين الجامعة العربية وتركيا والدول السبع والعشرين الاعضاء في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ مبادرات في هذا الصدد.