فيما يبدو أن لا شيء تمكن من وقف عجلة دوران التاريخ في مصر, وذهابها إلي أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير. اليوم يدلي المصريون بأصواتهم في المرحلة الأولي من انتخابات كثيرا ما تمنوها أن تأتي حرة ونزيهة وعادلة وخالية من التزوير والعبث بنتائجها في كنترول وزارة الداخلية!. إلا أن هذه التمنيات قد لا تتحقق جميعها, فالمعروف أن جزءا لا بأس به من شوائب العملية الانتخابية من تزوير وبلطجة يقوم به أنصار المرشحين. ... وبالرغم من الجدل الصاخب بشأن الانتخابات وجدواها في ظل حالة الاستقطاب السياسي والانفلات الأمني, وتأكيد بعض القوي السياسية خاصة الليبرالية وائتلافات شباب الثورة أن الانتخابات في هذه الظروف ليست الخيار الأمثل. إلا أنه في المقابل يبدو لذات الأسباب بوصفه خيار الخروج من الأزمة, فوسط كل هذه المشاعر المتناقضة والتجاذبات العنيفة, وبدء تآكل شرعية معظم اللاعبين علي المسرح السياسي في مصر لم يكن هناك مفر إلا من العودة ثانية إلي الشعب مصدر السلطات, وذلك من أجل تجديد الشرعية أو الحصول عليها, أو تحجيم بعض القوي, والكشف عبر صندوق شفاف عن الأوزان الحقيقية للجميع, ومن يحظي بثقة الشعب في هذه المرحلة. ... وأغلب الظن أن الانتخابات البرلمانية تبدأ اليوم وتحمل أسئلة ومخاوف كثيرة, لعل أهمها مدي المشاركة الجماهيرية, وهل سيختار المصريون برلمانا تهيمن عليه قوة واحدة أو تيار واحد, أم برلمانا منقسما ومفتتا, أم سيدهش الشعب الجميع باختياره برلمانا متوازنا.. هذه أسئلة مهمة, والإجابة عنها سوف تحدد إلي أي مدي اقتربت مصر من التحول الديمقراطي أم ابتعدت بقفزه في المجهول!