في مواجهة حالة القلق والترقب الدوليين لتطورات الأزمة في مصر, أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو إصرار مصر علي المضي قدما في إجراء الانتخابات التشريعية كخطوة أولي وضرورية في إطار المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد. وصولا إلي وضع الدستور الجديد وانتخاب رئيس الجمهورية وإتمام التحول الديمقراطي وفقا لخريطة الطريق المقررة. وجاء ذلك في اتصالين هاتفيين مع كل من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ونظيرها البريطاني ويليام هيج. فقد أكد كل من كلينتون وهيج علي اهتمام الولاياتالمتحدة وبريطانيا بالتطورات في مصر, وأعربا عن تطلعهما لسرعة استقرار الأوضاع, واستعداد البلدين لتقديم الدعم والمساعدة وفقا للأولويات التي تضعها مصر علي ضوء رؤيتها لاحتياجاتها. يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه كاثرين أشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي إلي وقف فوري للعنف في مصر, مؤكدة علي ضرورة احترام سيادة القانون, كما دعت جميع الأحزاب والقوي السياسية إلي تأكيد التزامها بالعملية الديمقراطية, ومشيرة إلي أن الانتقال السلمي للسلطة عنصر أساسي في التحول الديمقراطي في مصر, وهو ما لابد وأن يحدث في أسرع وقت ممكن. ومن برلين- مازن حسان: أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسرفيله عن تفاؤله بنجاح الثورة المصرية في النهاية, مؤكدا دعم بلاده الكامل لقيم الديمقراطية والتعددية وإرساء دولة القانون في مصر. ومن فيينا- مصطفي عبد الله: أعربت الخارجية النمساوية عن قلقها لزيادة عدد المحتجين المصريين في ميدان التحرير, كما أبدي بيان الخارجية تخوفه من اشتباك بعض المحتجين لفترة قصيرة مع رجال الشرطة بعد إبداء رفضهم لاختيار المجلس الأعلي للقوات المسلحة لكمال الجنزوري رئيسا للوزراء قبل يومين فقط من بدء أولي مراحل الانتخابات البرلمانية. وتزامن هذا الاهتمام من قبل القوي العالمية الكبري مع إعراب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه ازاء أعمال العنف في مصر خلال الأيام القليلة الماضية, حيث قال إنه يأسف للخسائر في الأرواح والعدد الكبير من الجرحي. وكرر المتحدث الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة دعوته للحكومة المصرية لضمان حماية حقوق الإنسان والحريات المدنية لجميع المصريين, ودعا أيضا الي عملية انتقال منظم وسلمي شامل تلبي التطلعات المشروعة للشعب المصري من خلال انتخابات شفافة وذات مصداقية تؤدي إلي إقامة حكم مدني. ومع تصاعد القلق الدولي من العنف ضد المتظاهرين, أعلنت منظمة العفو الدولية أن فريقا لتقصي الحقائق تابعا للمنظمة موجود حاليا في مصر لتقصي أوضاع حقوق الانسان خلال المظاهرات في القاهرة والاسكندرية وأماكن أخري. وذكر بيان صادر عن منظمة العفو الدولية أن المنظمة تعتزم أيضا مراقبة أوضاع حقوق الانسان خلال الانتخابات المقرر أن تبدأ غدا في القاهرة. وفي الوقت ذاته, وصل النائب الأمريكي ديفيد دراير رئيس لجنة المشاركة الديمقراطية بمجلس النواب إلي القاهرة مساء أمس الأول قادما من اسطنبول, في زيارة لمصر تستغرق خمسة أيام, يصاحبه وفد لمتابعة الانتخابات البرلمانية المقررة في البلاد. ويضم الوفد المرافق لدراير, النائب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا, ثمانية أفراد بينهم عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي.