بعد نحو خمسة أيام من الاشتباكات في ميدان التحرير بين المتظاهرين وقوات الأمن وقبل أيام من إجراء المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية, كشف تقرير لوكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية أن عدم مشاركة جماعة الإخوان المسلمون في المظاهرات التي تطالب بإنهاء حكم العسكر في مصر سيضر بصورتهم أمام الناخبين . لدي توجههم إلي صناديق الاقتراع حيث تواجههم الاتهامات بدعم المجلس العسكري وبيع حلم الديمقراطية في مقابل الفوز بأكبر عدد من المقاعد في أول برلمان مصري بعد ثورة25 يناير. ونقلت الوكالة عن عبدالجليل الشرنوبي- المسئول السابق عن الموقع الإليكتروني للحركة والذي استقال بداية العام الحالي بسبب إحباطه من قيادة الجماعة- إن عدم مشاركة الإخوان في المظاهرات يظهر بوضوح أنهم يسعون للسلطة أيا كان شكل السلطة أو ثمنها. وأشارت الوكالة إلي أن الحركة تتبع كافة السبل من أجل هذا الهدف سواء من خلال شبكة لتوفير الطعام والمساعدات للفقراء أو التحالف مع قادة الجيش. وأكد كمال الهلباوي القيادي البارز السابق في الإخوان أن هذه الأزمة قد تقلص عدد المقاعد التي ستفوز بها الجماعة, ولكن ليس بشكل كبير. وأضاف أن المشكلة أن المنافسين في الحملة الانتخابية ليسوا أقوياء, فالعديد من الأحزاب الليبرالية واليسارية تشكلت ولكنها غير معروفة بشكل كبير مقارنة بالإخوان. وقال الناشط أحمد زهران إن قيادة الإخوان تتصرف مثل نظام مبارك, لأنها فقدت حساسية إدراك ما يريده الشارع وفقدت تعاطف الناس. وتابعت الوكالة في تقريرها أن الضرر الذي لحق بالإخوان من الابتعاد عن التحرير لن يكون كبيرا للغاية حتي تعرقل أحلام الجماعة في الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية, وذلك بسبب آلتها القوية في الدعاية. وأضافت أنه في أحد السيناريوهات المحتملة قد يفيد العنف في ميدان التحرير والمدن الأخري جماعة الإخوان المسلمون, ففي حالة تراجع الإقبال علي التصويت بسبب الاضطرابات فإن النتائج ستكون كبيرة لصالح الإخوان لأن مؤيديها هم الأكثر تنظيما وسيصوتون بأعداد كبيرة مهما يكن الأمر. وقالت الوكالة إن الفوضي قد تقوض شرعية التصويت والبرلمان الناتج عنه, ولن يصبح طعم الجائزة نفسها حلوا, لأن البرلمان والحكومة الناتجين عن الانتخابات سيكون في ظل حكم المجلس العسكري الذي سيحتفظ بسلطات هائلة حتي نهاية يونيو المقبل بعد إجراء انتخابات الرئاسة. وقال سعيد الشرنوبي الناشط السابق في جماعة الإخوان إنه مهما تكن القيادة التي تنتج عن الانتخابات فإنها ستظل فقط مجرد سكرتارية للجيش, وإذا أجريت الانتخابات فإن النتيجة ستقسم المصريين أكثر. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن تحذير محمد البلتاجي السكرتير العام لحزب الحرية والعدالة, الذراع السياسية للإخوان من أنه لا مفاوضات قبل وقف إطلاق النار في التحرير يعكس المأزق الذي يواجهه الإخوان حول فقدان مصداقيتهم بين المتظاهرين في الشارع أو الاحتفاظ بمكاسبهم السياسية من خلال التعاون مع المجلس العسكري. وأضافت الصحيفة أن ذلك يظهر بوضوح من خلال البيانات المتناقضة التي خرجت عن الحركة خلال الأيام الماضية والتي انتهت أمس الأول بالدفاع عما وصفه البعض ب الصفقة مع المجلس العسكري. وتواصلت ردود الفعل الدولية وحالة الترقب للموقف في مصر, فقد كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس أن الإدارة الأمريكية تكثف ضغوطها علي السلطة العسكرية في مصر للإسراع بتنفيذ الإصلاحات الديمقراطية المطلوبة وتحجيم ووضع حد للممارسات العنيفة لقوات الأمن, وذلك مع تصاعد الخوف من أن يفسد العنف والاضطرابات الراهنة الانتقال السلمي للحكم الديمقراطي في أكبر وأهم دولة بالشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلي أن مسئولي البيت الأبيض بعثوا برسائل سرية إلي المسئولين المصريين يحثونهم فيها علي إجراء الانتخابات, لكنهم شددوا أيضا علي أن ازدياد العنف قد يزيد الوضع سوءا. وقال مسئول أمريكي للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته إن هدفنا هو إجراء الانتخابات لأن التأخير سيبعث برسالة خاطئة. ومن جهته, صرح جوليو تيرتسي دي سانتا جاتا وزير خارجية ايطاليا الجديد بأن القيادة العسكرية في مصر لديها رغبة حقيقية في أن تكون عنصرا إيجابيا للاستقرار في البلاد. وقال سانتا جاتا في اتصال هاتفي مع قناة سكاي24 الإخبارية إن أمام مصر مسيرة عليها الاستمرار فيها بإحترام الشرعية وبدون عنف, إلا أنها مسيرة طويلة جدا بشكل قد لايتمشي مع تعجل المواطنين, خاصة أولئك الذين ينتقدون سلبيات الفترة الماضية مما يجعلهم في حاجة لرؤية نهاية سريعة لهذه المساوئ. ومن جهته, حذر شامل اتويف القنصل العام لروسيا الاتحادية المواطنين الروس من السفر الي القاهرة.