أمضيت وقتا طويلا مساء أمس الأول متنقلا بين أكثر من خمس قنوات حوارية حاولت استطلاع الرأي في الخطاب الذي ألقاه المشير طنطاوي وأخذ رأي عدد من المعتصمين في ميدان التحرير وتلقي تليفونات المشاهدين في البيوت. وقد لاحظت أن الذين قالوا رأيهم من ميدان التحرير تم استدعاؤهم بمعرفة مندوبي القنوات الفضائية في الميدان وهؤلاء أعلنوا رفضهم لما ذكره المشير, بينما علي العكس تماما كانت اتجاهات الذين تطوعوا للاتصال بالقنوات منحازة بصورة واضحة مع ما أعلنه المشير. صوت الذين تكلموا من التحرير كان واضحا انهم متمسكون بالرفض من قبل أن يتحدث المشير لأنه لم يعلن كما تصوروا تخلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة. علي الجانب الآخر عبرت اتصالات البيوت عن ارتياحها لأن المشير تحدث إلي الشعب ولم يقتصر علي ميدان التحرير رغم أن ما طلبه الميدان قد اعلن المشير تحقيقه.. فقد تم قبول استقالة الوزارة, وتم اتخاذ خطوات محددة وسريعة لنقل الحكم الي سلطة مدنية من خلال برلمان ينتخب في موعده المحدد, ودستور لا يستغرق وضعه والتصويت عليه سوي شهرين ورئيس للجمهورية يتم انتخابه ويؤدي اليمين قبل يوم اول يوليو القادم وبذلك تنتهي مهمة المجلس الأعلي للقوات المسلحة. وأكثر من ذلك قال المشير إذا اقتضت الضرورة بمعني إذا أصر الذين يريدون الانفراد بالرأي علي رفضهم البرنامج المعروض فسوف يعود إلي استفتاء الشعب ليسأله هل يرحل المجلس فورا أم يبقي إلي أن يتم مهمة تسليم الحكم لسلطة اختارها الشعب؟ السؤال الآن: ثم ماذا؟ ميدان التحرير بالتأكيد حقق مكسبا دفع ثمنه من شهدائه وضحاياه, والمفروض أن يقبل بما حققه, أما إذا تصور أنه في معركة مع المجلس علي غرار معركته السابقة مع مبارك فهو مخطئ جدا. ففي معركة مبارك كان الشعب كله مع الميدان وكان الجيش هو القوة التي إستنذ إليها الشباب بينما اليوم معركته ضد الجيش وضد أغلبية الشعب! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر