مهما طال الأمد , وتناثرت الأشلاء لن تموت الكلمة , لن تتوقف نبضات الحروف فوق الأفواه , لن تعجز الحروف أن تقول "آه" منكم , وممن يحمون ظهوركم . اليوم قد تكسبون جولة تسرقونها , كما سرقتم الحلم من قلب عيون الأشراف .. من داخل أعماق الأطهار .. من حبات العرق وأنهار دماء الأبطال . اليوم قد تكسبون جولة تنزعونها من أحشاء أرواح الثوار .. من أنهار دموع أمهات الأغوار .. من بين زهور الأخيار .. قد تكسبون خطوطاً ترسمها أيدى الأشرار . نعم .. اليوم ربما تملكت "قلوب العصافير" لحظات اليأس , بعد فرط تفاؤلها بكم .. قلوب كانت تعزف أوتار المثالية , لم تلوثها صفعات ماضيكم .. لم تقلقهم ألوان أطيافكم .. هؤلاء "العصافير" تخيلوا أنكم ربما تتحولون إلى رجال , فى زمن "الندالة" و"الندامة".. فى زمن ولى فيه صدق الوعد , واللحاق بالعهد .. فى زمن سواد القلب , وإنهيار البصيرة . نعم ربما أخقنا وقت أن ضاعت منا أنفسنا , فى لحظات العبث بالغد , و المغامرة بالوطن .. فى لحظات تشويهنا لكل ماهو ماضى , قسراً , وزهقاً , ورُعباً أن يطل علينا من جديد بطيوره السوداء .. ربما وقتها تجمدت الدماء فى عروقنا هلعاً أن نُفتش فى أعماق أنفاسنا لنجد أن "فلولاً" لازالت تدهس رؤوسنا , وأن فساداً سيطبق على أنفاسنا من جديد . نعم .. ربما تفرقنا بعد الميدان , وضاعت منا بوصلة الأمان .. ربما هربت معنا وحدة الهتاف , وتلاعبت بنا فتنة الجاه , وأوهام مقعد السلطان .. لكن الغد – وهو قريب – سيحمل للثائر شعلة تُطفئ سيول الظلمات .. ترمى فى وجوه الجهل حروفاً تُسقط جبال الأوثان .. تسمع فى وقت الضيق صوتاً, يُلهب أفكار الأوطان .. يصفع وجوه الطُغيان , وعيون الفسق , وأوهام الأقزام . . سيأتى الغد ليُهز أوتاد الظلم , ويروع أركان القُبطان ! لمزيد من مقالات حسين الزناتى