حماية البيئة هي أهم محاور التنمية المستدامة, وإذا كانت التنمية قاطرتها التصنيع فان الصناعة الخضراء هي السبيل لبيئة نظيفة بل ويتعاظم دورها ويتبلور في قدرتها علي اختيار آليات ترشيد استخدام الموارد الطبيعية والطاقة وتدوير المخلفات بكل أشكالها وتحديث مقتنياتها وايجاد فرص عمل جديدة.. كان هذا بؤرة إهتمام المناقشات التي تناولتها ندوة جمعية كتاب البيئية والتنمية بالتعاون مع مركز تكنولوجيا الانتاج الانظف التابع لمجلسي التكنولوجيا والابتكار بوزارة الصناعة تحت شعار الانتاج الانظف ومستقبل الصناعة المصرية وذلك ضمن فاعليات الاحتفال بيوم التصنيع الإفريقي.. حيث أشارت سوزان زكي رئيسة الجمعية أن الانتاج الأنظف هو من أهم احتياجات مصر الآن وإيمانا بدور الإعلام تسعي الجمعية لتفعيل الشراكة بين الإعلاميين ومركز تكنولوجيا الانتاج الأنظف من أجل نشر الوعي بقضايا الوطن وعلي رأسها تطوير الصناعة المصرية من أجل تحقيق التقدم علي خطي التنمية المستدامة مع الأخذ في الاعتبار تحقيق الجودة والتنافسية للأسواق العالمية وتحقيق الاشتراطات البيئية وتحويلها لصناعة خضراء. وأشارت المهندسة حنان الحضري مدير مركز تكنولوجيا الانتاج الأنظف بوزارة الصناعة إلي أن الأممالمتحدة تحتفل بيوم التصنيع الإفريقي هذا العام تحت عنوان: ترشيد الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة وهو موضوع حيوي ومهم لكي نحقق استراتيجية الدولة في ترشيد الطاقة, كما أضافت: أنه توجد العديد من الخطط لكي تصبح المصر قائدة للتصنيع والتنمية الصناعية في المنطقة, وذلك وفق منظومة لنقل التطور التكنولوجي وانتاج منتجات ذات قيمة عالية مع إيجاد فرص للعمالة, لذلك فإن محور ترشيد الطاقة والاستفادة القصوي من المخلفات بكل أشكالها وتطوير المنتج وتقديم تصميمات مبتكرة يحتاج إلي ربط الصناعة بالبحث العلمي ويتم ذلك من خلال36 مركزا تكنولوجيا يتبع الوزارة في جميع مجالات الصناعة, ومركز الانتاج الأنظف ضمن هذه المراكز وهو يسعي لتطوير الانتاج واستخدام تكنولوجيا نظيفة ونشر هذه الثقافة في جميع المنشآت الصناعية المصرية.. وهذا المركز هو ضمن24 مركزا في العالم وهو يحتل درجة جيدة بين تلك المراكز العالمية, حيث يتم عقد لقاءات دورية بين تلك المراكز العالمية كل سنتين من أجل تبادل الخبرات والمعلومات. وعن الدور التطبيقي للمركز تشير حنان المصري إلي أن المركز يقدم سبل نقل وتطبيق التكنولوجيا الحديثة النظيفة وكذلك يقدم بعض أنماط التدابير المنزلية البسيطة وبدون تقنية صناعية عالية, كما أنه يقدم أفكار وطرق إعادة تدوير المخلفات لبعض الصناعات وكذلك طرق تطوير المنتج لرفع جودته وكلها في إطار بيئة نظيفة وبالفعل تم تنفيذ تكنولوجيا التدوير في الاستفادة من المخلفات الصلبة لتوفير الطاقة لبعض الصناعات الوطنية. وقد تم عرض فيلم تسجيلي علقت عليه الإعلامية مي الشافعي وتضمن في عرضه دور المركز في تقديم المساعدات الفنية للمنشآت الصناعية علي اختلاف أنشطتها في استخدام تقنية التدوير حيث وفرت تلك التكنولوجيا ما يقرب من06% من المادة الخام لدي مصانع الألومنيوم والزنك, كذلك تم عرض استخدام بعض المصانع للفلاتر ساهم في إعادة استخدام المادة التي كانت تتطاير مع الغبار في التصنيع مرة أخري, كما شمل الفيلم عرض استخدام المخلفات الزراعية كسماد للأراضي الزراعية ومدي مساهمتها في تحسين جودة الأرض. أشار المهندس علي أبوسنة نائب رئيس المركز إلي أن إدارة الكيماويات تحتاج لضرورة رفع كفاءة العاملين بمصانع انتاج المواد الكيماوية في كيفية التعامل مع هذا المنتج من أجل تقليل الحوادث وتحديد أشكال التعامل مع المخلفات واعادة تدويرها أو تحويلها لأغراض أخري بدلا من استخدامها بشكل سييء وذلك وفق تشريعات ريتش وهي تعني التوافق مع التشريعات الأوروبية في مجال تصدير الكيماويات للخارج, لذلك يقوم المركز بنشر التوعية في هذا المجال, كما أنه يساعد الشركات التي تستخدم المجففات علي اللجوء إلي الطاقة الشمسية, وكذلك استخدام قش الأرز كوقود حيوي في محطات توليد الكهرباء. هذا وقد أشار المهندس علي حسني الخبير بالمركز إلي أن ترشيد الطاقة لأي منشأة يتم من خلال المسح المبدئي كتقييم معرفي لتحديد مدي وجود مشكلة بيئية ثم يتم وضع الحلول لتقليل استهلاك الطاقة أو الموارد الطبيعية, فان آليات التنمية النظيفة تعني الحد من الملوثات لذلك لابد من القياسات والمراقبة لتحديد مدي احتياج المنشأة الصناعية لتوفيق الأوضاع, كما أشار إلي أنه أمكن استخدام المخلفات الزراعية الآن في مصر كوقود بديل في بعض مصانع الأسمنت كذلك قام المركز بمساعدة بعض مصانع الكريستال في تدوير المخلفات الصلبة لديه وإعادة التدوير حيث وفرت تلك التقنية05% من التكلفة.